عمّان 6 تشرين الأول (أكيد)-تقرير: عُلا القارصلي، رسم الكاريكاتير: ناصر الجعفري- عدم التمييز بين الطقس والمناخ مشكلة كبيرة تجعل الكثير من الأشخاص لا يدركون خطورة التّغير المناخي، فتغير الطقس وارتفاع الحرارة خلال اليوم لا يمثّل مشكلة، لكن المشكلة الحقيقية هي ارتفاع متوسط حرارة المناخ بمقدار ثلاث أو أربع درجات نتيجة اشباع حاجات الإنسان المتزايدة، ما جعل الغازات المكوّنة للغلاف الجوي أكثر كثافة عن طريق الانبعاثات التي يولّدها النشاط الصناعي من خلال حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب القضاء على الغابات التي تُعدّ مستودعًا لامتصاص الغازات الدفيئة.
إن ارتفاع معدل تركيز الغازات تسبّب بالاحتباس الحراري، وإلحاق الضرر بطبقة الأوزون، وبالتالي ارتفاع معدل درجة حرارة الأرض، ما سيؤدي إلى تغير كبير في شكل الكوكب مع نهاية القرن؛ فهناك دول ستُصبح مجرّد صحارى، ودول أخرى ستختفي تحت الماء نتيجة ذوبان جبال الجليد، وستزداد الحرائق وتستمر لشهور طويلة، وتختفي الشُعب المرجانية، ما سيؤدي إلى موت الأسماك، وبالتالي اختلال المنظومة الطبيعية وغيرها الكثير من المشاكل. فما دور الإعلام في التوعية؟ وهل قام بدوره بشكل كامل؟
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لقضية التّغير المناخي، وغطّى الرصد تسعة أشهر امتدت من اليوم الأول من عام 2022 وحتى 30 أيلول، وشمل 15 وسيلة إعلام، توزّعت بين ثلاث محطات تلفزيونية، وصحيفتين يوميتين، ومحطتين إذاعيتين، وثمانية مواقع إلكترونية.
وقد وفّرت عملية الرّصد عينة مكونة من 169 مادة من مختلف وسائل الإعلام، حيث ركزت 80 مادة إعلامية منها، بنسبة 47.3 بالمئة، على نقل نتائج الدراسات والفعاليات المتعلقة بالتّغير المناخي. وعرضت 49 مادة إعلامية تداعيات التّغير المناخي على البيئة، بنسبة 29بالمئة.
وتحدثت 33 مادة إعلامية عن بعض الحلول الممكنة لمواجهة التّغير المناخي، بنسبة 19.5 بالمئة، وجميع الحلول المذكورة كانت موجهة للحكومة أو للمؤسسات المسؤولة عن الموضوع بشكل مباشر. ولم نجد سوى مادة واحدة تتناول حلولًا يمكن للأفراد تبنّيها للمساهمة بقسطهم في مواجهة التغير المناخي. في حين أن ست مواد عرّفت التّغير المناخي، وأوضحت أسبابه بنسبة 3.6 بالمئة، مع العلم أن المواد الست عبارة عن مقالي رأي نقلتهما أكثر من وسيلة. أما أسباب التّغير المناخي، فقد عُرِضت في مادة واحدة فقط بنسبة 0.6 بالمئة.
وفي إطار العينة التي رصدها (أكيد)، تبين أن التغطيات الإعلامية اقتصرت على دعوة الحكومات والمؤسسات والمنظمات للحفاظ على البيئة ومحاربة التّغير المناخي، مع العلم أن أقصر الطرق للوصول مباشرة لهدف الحفاظ على البيئة والحد من الإضرار بها، هو رفع إدراك المواطنلهذه المشكلة الكونية، إذ يجب إقحام الجميع بهذا الأمر، ويتعيّن على الإعلام أن يبيّن خطورة الأمر على الفرد وعلى صحته، فهو المتضرر الأول، ولا بد من تنبيه الأفراد إلى الخطوات التي يجب عليهم اتّباعها للمساهمة في حماية كوكبنا.
وجدير بالذكر أن موقعًا إلكترونيًا واحدًا فقط، خصّص مادة بعنوان "بعيدًا عن الدول.. 6 أشياء يمكن أن يقوم بها الفرد لمقاومة التغير المناخي"، أوضحت أن هناك أمورًا بسيطة يمكن لكل شخص القيام بها للإسهام في وقف التّغير المناخي. وتتلخص هذه الأمور بست خطوات مهمة، هي: تقليل القمامة، تغيير العادات الغذائية لا سيما بخفض استهلال المنتجات الحيوانية، المحافظة على المساحات الخضراء مهما كانت صغيرة، تقليص استهلاك الطاقة، بترشيد استهلاك الكهرباء، والتقليل من الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من النفط كاستخدام السيارة والسفر.
ووجد (أكيد) بعد رصد التغطيات الخاصة بالتّغير المناخي ما يلي:
1. لم يولِ الإعلام أهمية لتعريف التغّير المناخي وأسبابه، واكتفى بعرض الآثار السلبية للتغير المناخي، حيث كانت كل مادة تُغطي أثرًا واحدًا. أماالمواد التي تشرح جميع التأثيرات وخاصة التأثير على الأردن، فقد كانت شبه معدومة.
2. نشر الإعلام دراسات ومعلومات حول التّغير المناخي، وهو أمر مفيد لتثقيف المتلقين بالآثار السلبية على كل الكائنات الحيّة، ولكن لم تلجأ وسائل الإعلام للطلب من الخبراء والمتخصصين التعليق على تلك الدراسات، للمساعدة في تبسيط المادة وتفسير مكوناتها للجمهور.
3. أهمل الإعلام دور الأفراد في مواجهة التّغير المناخي، فلم يوفر مواد توعية للأفراد، ترشدهم لأساليب الحياة التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة.
4. وسائل الإعلام مطالبة بأن تقدم إعلامًا توعويًا،لاسيما بشأن ذات الآثار المدمرة، حيث يمكنللإعلام أن يكون من أهم العوامل التي تؤثر في سلوك الأفراد، لا بل يمكن للإعلام أن يكون في كثير من الأحيان المسؤول الأول عن زيادة وعي أفراد المجتمع أو مراوحته بالمكان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني