مبادرة إنسانية لوسيلة إعلام.. تأرجحت بين مواد رصينة وفيديوهات انتهكت أخلاقيات العمل الصحفي

مبادرة إنسانية لوسيلة إعلام.. تأرجحت بين مواد رصينة وفيديوهات انتهكت أخلاقيات العمل الصحفي

  • 2025-03-06
  • 12

عمّان 5 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- أطلقت وسيلة إعلام محلية مبادرة إنسانية خلال شهر رمضان، هدفها نقل صوت الأسر الفقيرة، والأفراد الذين يعانون ظروفًا صعبة، ولهذا تكثر في رمضان أعمال الخير. وقدمت الوسيلة موادّها على شكل تقارير مكتوبة، وفيديوهات تروي قصص هذه الفئات الضّعيفة.

المواد المكتوبة أنسنت القصص وصاغتها بطريقة رصينة تصف الحالات بدقّة، وتوصل الصّورة للقارئ بوضوح، لكن الفيديوهات تعارضت مع أخلاقيات النشر في الإعلام، وأظهرت الأشخاص الذين يروون قصصهم بحالة ضعف وانكسار إنساني، وعليه يتعيّن على وسائل الإعلام الامتناع عن بثها لما لها من آثار سلبية على الأشخاص، إذ كان من المفترض تقدير المصلحة الفضلى للأشخاص، والاكتفاء بعرض قصصهم دون تصويرهم بحالات ضعف. [1] [2]

وكان بطل قصة اليوم الثاني من رمضان طفلًا لم يتجاوز العاشرة من عمره، كان طفلًا طبيعيًا حتى عمر الثلاث سنوات حين تعرّض لصعقة بالكهرباء، فتوقّف قلبه لساعة كاملة قبل أن يعود نابضًا بأعجوبة، لكنها عودةٌ بجسد هش وبلا حركة، وبعينين لا تبصران. [3] [4]

فيديو قصة الطّفل صوّر حالة الأسرة والطّفل، واحتوى الفيديو على صور للطّفل مع التّركيز على وجهه بطريقة تسمح بالتّعرف على ملامحه، وكان يمكن الاكتفاء بحديث الأب دون عرض صور الطفل التي تنتهك خصوصيته وتعرّضه للأذى النفسي أو تظليلها بشكل مناسب، حيث أن إظهار صورة الطّفل مخالف لأخلاقيات الصّحافة، وهذا ما أكّد عليه ميثاق الشّرف الصّحفي في المادة (14) بدعوته للصحفيّين الالتزام بالدّفاع عن قضايا الطّفولة وحقوقهم الأساسية المتمثّلة بالرّعاية والحماية، ومراعاة عدم مقابلة الأطفال أو التقاط صور لهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى تعرضّهم لضرر نفسي ومعنوي.[5]

ونصّت اتًفاقية حقوق الطّفل الصّادرة عن الأمم المتحدة في المادة (16) على حق كل طفل بالتّمتع بالخصوصية، وعلى القانون أن يحمي خصوصية الأطفال، وأن يحمي عائلاتهم وبيوتهم واتّصالاتهم وسمعتهم من أيّ اعتداء.[6]

ووضعت اليونيسف مبادئ وإرشادات لمساعدة الصّحفيين على إعداد التقارير حول قضايا الأطفال بطريقة تمكّنهم من خدمة المصلحة العامة دون المساس بحقوق الأطفال. ومن جهته، يدعو (أكيد) الصّحفيّين إلى العودة إليها قبل إعداد التقارير التي تحتوي على قصص أطفال.[7]

وفي ضوء ما سبق، يثّمن (أكيد) قيام وسائل الإعلام بنشر موادّ تشجع على التكافل الاجتماعي، وعلى مساعدة الفئات الضعيفة في المجتمع، لكن دون تصوير الأطفال والأسر وهم في حالة ضعف بسبب الحاجة التي دفعتهم إلى الموافقة على طلب المساعدات أمام عدسات المصوّرين، أو على مرأى من الناس، فهذه الصور قد تسبّب لهم الوصم مستقبلًا، ما دامت قد نُشرت على الإنترنت ويمكن العودة إليها في أيّ وقت.