"الفيصلي والوحدات".. منافسة رياضية تُنتج خطاب كراهية ويدفع ثمنه الأطفال

"الفيصلي والوحدات".. منافسة رياضية تُنتج خطاب كراهية ويدفع ثمنه الأطفال

  • 2022-10-14
  • 12

عمّان 15 تشرين الأول (أكيد) - أفنان الماضي- أسفر خطاب كراهية وتحريض على العنف بثته عدد من حسابات المشتركين على منصات التواصل الاجتماعي والتي من بينها موقع "فيسبوك وتويتر"، وتطبيقات المحادثة على الهواتف الذَّكية ومن بينها: واتساب"، عقب مباراة كرة قدم جرت في وقت سابق، وقُبيل مباراة الفيصلي والوحدات والتي جرت دون حضور جمهور في المدرجات إلى وفاة طفل من قِبل حدَث بعد رميه بـ "طوبة"، وإضرام النار بسيارة شخص آخر، رغم التحذير الذي أطلقته  مديرية الأمن العام لكل من يحاول بث هذا الخطاب الكراهية وتعريض السِّلم المجتمعي للخطر وأعلنت اعتقالها شخصين متهمين ببث هذا الخطاب عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ورصد (أكيد) عددًا من الحسابات والمنشورات التي عملت على حَرْف المنافسة الرياضية عن مسارها عبر إثارة النعرات العنصرية والتهديد بالانتقام، مع تداول عدد من الأوصاف والألقاب العنصرية، وهو ما زاد من تعقيد الأحداث وتأجيج الخلاف الذي أدى إلى نهايات سلبية طالت جميع الأطراف وحتى المجتمع.

ودفعت تحذيرات الأجهزة الأمنية عددًا من الحسابات النشطة إلى إلغاء منشورات كانت تعج بالعنصرية والتحريض، إلا أنَّ حذفها جاء بعد أن عملت على الحشد والتعبئة النفسية والجماهيرية لطرف ضد آخر، ما أفضى إلى نتائج مليئة بالأسى حيث توفي طفل صغير كان يعبّر عن فرحه بفوز بفريقه، وهذا يؤكد على أن نشرها ابتداء كان خطأ مهنيًا وأخلاقيًا وقانونيًا  جرّ على المجتمع ما يهدد اتساقه وسلمه.

وعملت المنشورات على التعميم واتّهام كامل الجماهير بخطأ ارتكبته فئة محصورة، كما حوَّلت الخلاف من منافسات رياضية متكررة الحدوث في أزمان وبلاد مختلفة إلى وسيلة لإثارة النعرات والفرقة والعنصرية بين أفراد المجتمع، وهو ما قد أدى الى نتائج أمنية خطيرة.

ويوصي (أكيد) جمهور المتلقين بما يلي في حالات شغب الملاعب:

  • إدراك أن عالم الرياضة ومنافسة الفرق تتعرض لهذه الأزمات التي ما تلبث أن تخبو سريعًا، وهو ما يتطلب عدم تسليط الضوء على الحدث لإبرازه وإظهاره بحجم أكبر من حقيقته وشحذ أطرافه لمواصلة الخلاف.
  • الحذر والتحوط من الإسهام في التحريض أو توجيه خطاب الكراهية نحو أطراف ما، وبخاصة ما يغذي النعرات العنصرية ويفضي إلى فوضى أمنية.
  • التزام أخلاقيات النشر التي توجب الحفاظ على الحياد والموضوعية قدر الإمكان بما يحقق الصالح العام.
  • يتوقع (أكيد) أن يقوم الإعلام والحسابات النشطة على منصات التواصل الاجتماعي بدورها في استنكار حالة الانفلات على منصات التواصل الاجتماعي وتبيان مجهوليتها ومحدوديتها، بدلًا من الانخراط في المزايدات الشعبوية، ومن الإسهام في تأجيج سلوكات التحريض البغيض.
  • الإسهام في التهدئة وإعادة الخلاف إلى حجمه الحقيقي المنحصر في أفراد معدودين دون تعميم.
  • التأكيد على دور الأجهزة الأمنية في إعادة الأمور إلى نصابها، وكبح المخلّين بالأمن، وإنهاء الخلاف بطرق عادلة.
  • للإعلام صوت قوي، واضح ومؤثر في هذه المواقف، وتُعدّ حسابات الإعلاميين النشطة على منصات التواصل مرجعًا لجمهور المتلقين، وبناء عليه يتوقع (أكيد) من الإعلامي جهدًا معتبرًا في تعزيز المفاهيم الأخلاقية، والتركيز على السلم المجتمعي والوحدة الوطنية.