عمّان 10 تشرين الثاني (أكيد)-نشرت قناة العربية - الأردن على حسابها على موقع التَّواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطعين مصورين "فيديو"، يتعلقان بحادثة تعرض لاعب المنتخب الوطني الأردني لكرة اليد، ولاعب نادي كفرنجة عادل العطاري إلى أزمة قلبية حادة أثناء مباراة ناديه مع فريق السَّلط، والتي نُقل على أثرها إلى المستشفى قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن وفاته.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام المحلية والخارجية التي تناولت شأنًا أردنيًا، وتبين أنَّ وسيلة إعلام خارجية نشرت مقطعين مصورين، جاء الأول بعنوان: "هرع الجميع وعادل لا يتحرك"، وجاء المقطع الثاني بعنوان: "منتصف الشوط الثاني سقط عادل".
وتبين لـ (أكيد) أنَّ هذا النَّمط من التَّغطيات الإعلاميةوالذي يشكّل مخالفة لأخلاقيات العمل الصَّحفي وعدم مراعاة قيمة الإنسانية في النَّشر، يطرح تساؤلات حول أحقية النَّشر في مثل هذه الحالات والتي يتعين فيها على وسائل الإعلام أن تمتنع عن ذلك قبل أن تتأكد من أنَّ ذوي الفقيد قد تلقوا خبر وفاته، إذ ليس هناك ما هو أسوأ منأن يتلقى الأهل خبر رحيل فقيدهم من على منصات التواصل الاجتماعي أو صفحات الصُّحف والمواقع الإلكترونية.
وبالنظر إلى أنَّ الحادث الذي تعرَّض له فقيد الرِّياضة العطاري، قد وقع أثناء مباراة رسمية ضمن بطولات كأس الأردن لكرة اليد، فإنَّ مجرد النَّشر لخبر الوفاة، يجب أن لا يسبق في الحد الأدنى إعلان الاتحاد الأردني لكرة اليدذلك، لأنَّ الاتحاد في هذه الحالة هو من سيتولى إخبار ذوي الفقيد بتعرضه للحادث ونقله إلى المستشفى، وتاليًا الوفاة إذا تعذَّر الوصول إليهم قبل ذلك.
ويتعين على وسائل الإعلام أن تدرك الفرق بين مشاهدة اللحظات التي سقط فيها اللاعب على أرض الملعب خلال النقل التلفزيوني لوقائع المباراة، وتلقيه العلاج على أرض الملعب ثم تدخّل الدفاع المدني لنقله إلى المستشفى، وبين إعادة النشر بعد أن تبين أنَّ اللاعب العطاري قد فارق الحياة، لأن هناك أخلاقيات تحكم النشر في حالات الوفاة، وهي التأكد من أن ذوي المتوفى على علم بحادثة الوفاة، واحترام كرامة الفقيد، بحيث لا يتم نشر أي صور أو فيديوهات قد تسيء له أو لذكراه، أو تشكل مصدرًا للحزن أو للألم لذويه. ولعل البديل المهني في حالات كهذه هو نشر صور للاعب وهو على قيد الحياة بلباسه الرياضي، والحديث عن دوره ومناقبه.
ووجد (أكيد) أنَّ هناك حالات عديدة تُدرَّس في الصِّحافة الرِّياضية وتستطيع وسائل الإعلام الإطلاع عليها خاصَّة في حالات تغطية الوفاة والإصابات الشَّديدة خلال المباريات، حيث تدخل الإنسانية وكرامة الإنسان وحق ذويه في النسيان من بين أهم المعايير التي يجب مراعاتها خلال التَّغطيات.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني