عمَّان 18 تشرين الثاني (أكيد)- لقاء حمالس- يُعدّ معيار الوظيفة الرِّقابية لوسائل الإعلام أحد أهم معايير الصحافة البناءة، ويتطلب تحقيق هذا المعيار من قبل وسائل الإعلام الانتقال إلى الميدان، ورصد الواقع وتناول أخبار التقصير في الشؤون والقضايا العامة، لكنَّ رصدًا أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، للفترة الواقعة بين الأول من شهر تشرين الأول والخامس عشر من شهر تشرين الثَّاني، بيّن أنَّ وسائل الإعلام لم تحقِّق هذا المعيار في تغطيتها لاستعدادات الجهات المختصَّة في الوزارات والمؤسسات الأردنية لفصل الشِّتاء.
ووجد (أكيد) أنَّ تغطية وسائل الإعلام للاستعدادات اقتصرت على نقل بيانات رسمية أو تصريحات صحافية صادرة عن الجهات المسؤولة عن الاستعدادات لفصل الشِّتاء، وهنا ارتكب عدد من الوسائل الإعلامية مخالفات تمثّلت بعدم التَّوازن والابتعاد عن المهنية، ولم تقم برصد حقيقة هذه الاستعدادات وترجمتها على أرض الواقع.
وخلال فترة رصد استمرت 45 يومًا تبين لـ (أكيد) مرور الأردن بثلاث حالات جوية تحدثت عنها دائرة الأرصاد الجوية في نشراتها اليومية وكانت تُبين وجود حالات منعدم الاستقرار الجوي قد تسبب أمطارًا غزيرة، لكنَّ وسائل الإعلام هنا أخفقت في الانتقال للميدان، ونقل صورة واقعية عن آثار المنخفض في مختلف محافظات ومناطق المملكة.
ولاحظ (أكيد) خلال عملية الرَّصد التي اشتملت على أخبار محدَّدة بصيغة: أمانة عمَّان والأشغال العامة والإسكان تعلنان حالة الطَّوارئ المتوسطة استعدادًا للأحوال الجوية المتوقعة(1)، وهي منقولة عن أخبار وكالة الأنباء الرَّسمية (بترا) أو من مصدر تدفق المعلومات في تلك المؤسَّسات الرَّسمية.
ورصد (أكيد) تغطية إعلامية موسعة بعد أن هطلت الأمطار في الحالة الجوية الأخيرة في منتصف شهر تشرين الثَّاني 2022، بعد أنَّ تبادل السكان والتجّار في عدَّة مناطق من العاصمة عمَّان مقاطع مصورة تبين ارتفاع منسوب المياه في مناطقهم أو محالهم،(2) وغرق مركبات في محافظة إربد وغيرها من مناطق الهطول المطري النَّاجم عن حالة عدم الاستقرار الجوي.
ونقلت وسائل الإعلام مبرِّرات ارتفاع منسوب المياه في عدد من شوارع العاصمة عمَّان على لسان عدد من المسؤولين بعدم قيام أحد المحال التِّجارية بتأمين المواد الخاصَّة به، بالإضافة إلى قيام عدد من السكان بربط تصريف مياه الأمطار على شبكات الصَّرف الصِّحي غير المخصَّصة لتصريف مياه الأمطار، وكان بإمكان وسائل الإعلام متابعة الوضع عبر مراسليها للتحقق من أمانة عمّان والبلديات عن جاهزية شوارع المدن لاستقبال المطار، وعدم ربط تصريف مياه الأمطار الخاصة بالمنازل على شبكات الصَّرف الصِّحي.
وأغفلت وسائل الإعلام تغطية تطبيق سيادة القانون على الأشخاص الذين يقومون بمخالفة التَّعليمات الخاصة بربط شبكات تصريف مياه المنازل على شبكات الصَّرف الصِّحي والتسبب بفيضانها في الشوارع وإلحاق الضَّرر بالآخرين. كما لم تتحقق وسائل الإعلام من قيام السلطات الرَّسمية بمخالفة من لم يقم بتأمين مواده وتسبَّب بارتفاع منسوب المياه في شوارع العاصمة، واكتفت بنقل مبررات السلطات الرَّسمية، وهنا وقعت أيضًا بعدم الحياد والابتعاد عن الموضوعية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني