عمّان 15 كانون الثّاني (أكيد) – شرين الصّغير – نشرت وسيلة إعلام محلية فيديو عبر صفحتها على الفيسبوك بعنوان: "سيدة أردنية باتت دون مأوى بعد طردها من منزلها، تحلم بغرفة تحميها من برد الشتاء".
تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) هذا الفيديو، فوجد فيه المخالفات التالية:
أولًا: بالرغم من محاولة تغطية وجه الطفلة في الفيديو إلا أن ملامحها بقيت ظاهرة، وفي الثانية (43) ظهرت صورة الطفلة واضحة الملامح، وهذا يسيء لها لأنه يخلق وجودًا رقميًا لطفلة أصغر من أن تُقدّر أثر وجودها في الفضاء الإلكتروني.
ثانيًا: إظهار الطفلة وهي في حالة ضعف واستخدامها لاستجداء وتعاطف الناس، يؤثر سلبًا عليها، وخاصة عندما يشتد عودها وتكبر، لأن ما تم نشره عبر المواقع الإلكترونية يبقى ويمكن الرجوع إليه في أي وقت ولو مضى زمن طويل، إضافة إلى المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها.
ثالثًا: إن ظهور الأم وهي تبكي، وتستجدي الناس لطلب المساعدة ليس بالعمل المهني، لما ستتعرض له من تنمر ويعرضها وأسرتها للإحراج، إذ إن من أساسيات العمل الصحفي حماية الأشخاص من أي إيذاء سيتعرضون له بسبب نشر موادّ كهذه.
رابعًا: في نهاية الفيديو، أُجريت مقابلة مع طفلتين مع ذكر اسم إحداهن ومكان الإقامة، وهو أمر لا ينطوي على أي قيمة خبرية.
ويرى مرصد (أكيد) أنّ المعايير المهنية والاخلاقية التي تحكم عمل المؤسسات الصحافية والإعلامية الرصينة غير تلك الأنماط التي كانت سائدة لدى ما كان يُعرف بـ "الصحافة الصفراء" التي تشكل الجرائم والفضائح محتواها الرئيس المقدّم إلى الجمهور، فالقاعدة الأساسيّة في قرار نشر الصوروالفيديوهات تتمثل بتقييم تأثير النشر على حق الجمهور بالمعرفة، والفائدة التي يمكن أن يحققها نشر الصورة من عدمه. ولذا يتعين عند إجراء مقابلة ذات طابع إنساني مع حالات تعاني من صعوبات معيشية، الاكتفاء بتسليط الضوء على حالتها ووضعها وذكر القصة دون اللجوء بالضرورة إلى إظهار أيٍ من أفراد الأسرة، أو تغطية الوجه إذا ما قدّرت الوسيلة الإعلامية أن ذلك يخدم القضية بدرجة أكبر.
ويشير مرصد (أكيد) إلى أنه يعتذر عن إتاحة رابط الفيديو المشار إليه حتى لا يسهم في مزيد من النشر له.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني