دراسة: الاعتماد على "التّواصل الاجتماعيّ" يُشجّع نظريّات المؤامرة عن "كورونا"

دراسة: الاعتماد على "التّواصل الاجتماعيّ" يُشجّع نظريّات المؤامرة عن "كورونا"

  • 2020-07-04
  • 12

أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

كَشَفَتْ دراسة حديثة أجرتها كُليّة لندن الجامعيّة في بريطانيا أنّ الأشخاص الذين يعتمدون على مِنصَّات التّواصل الاجتماعيّ مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" كمصادر رئيسةٍ للحصول على الأخبار هم أكثر عُرضةً لتصديق نظريّات المؤامرة المتعلّقة بجائحة "كورونا".

ووفقاً للدّراسة، فإنَّ مَنْ يستقون الأخبارَ من مواقع التّواصل الاجتماعيّ يميلون إلى تجاهّل التّحذيرات الحكوميّة من خطورة فيروس "كورونا"، ويخرقون إجراءات السّلامة والحجر المنزليّ.

وعرَّفت الدّراسة نظريّات المؤامرة على أنَّها التّفسيرات التي تقترح أنَّ فيروس "كورونا" متعمّدٌ، وتفترض إمّا أنّه مُصنّع أو أنّه ليس بالخطورة التي يُروَّج لها. يُضاف إلى ذلك أنّ عدداً من الذين يؤمنون بنظريّات المؤامرة يعتقدون أنّ أمرًا ما يتسبَّبُ بما يعتقده النّاس أنّه من أعراض الإصابة بفيروس "كورونا"، بحسب تصريحات صحفيّة لـ "دانيال آلينغتون"، الباحث الرّئيس في الدّراسة.

إحدى أبرز نظريّات المؤامرة السّائدة هي أنّ شبكات الاتصالات من فئة الجيل الخامس تتسبّب بالإصابة بالفيروس. ففي الأسابيع الماضية، تمّ تدمير عشرات أبراج اتصالات الجيل الخامس في مختلف أنحاء المملكة المتّحدة. بينما تقول الشّرطة إنَّ اعتقاد بعض الأشخاص أنَّ الأبراج تتسبّب بالاعتلال الرئويّ هو ما شجّع الاعتداءات عليها.

الباحثون استطلعوا آراء 2254 بريطانياً، ووجدوا أنّ 8% من العينة تعتقد أنّ تكنولوجيا الجيل الخامس تسبّبت بالجائحة. ويُشار هُنا إلى أنَّ 60% ممّن يُصدّقون نظريّة المؤامرة هذه قالوا إنّهم حصلوا على هذه المعلومة عبر مِنصّة "يوتيوب". أمّا بالنّسبة لـ 92% من العيّنة، الذين لا يُصدّقون هذه النّظريّة، فإنّ 14% منهم فقط قالوا إنّ منصّة "يوتيوب" هي مصدر معلوماتهم.

وبَيْن من زَعموا من عيّنة البحث إنّ فيروس "كورونا" غير موجود بتاتاً، أفاد 56% منهم أنّ "فيسبوك" هو مصدر المعلومات الأساسيّ بالنّسبة لهم. لكنّ الأمر المُقلق، وفقا لـ "آلينغتون"، هو مدى استعداد من يؤمنون بنظريّات المؤامرة لخرق قواعد الحجر المنزليّ وتعليماته.

ويضيف الباحث الرّئيس: "وجدنا أنّ من خرجوا من بيوتهم سواء للعمل أو غيره بالرّغم من وجود أعراض محتملة للإصابة بالفيروس لديهم، كانوا غالباً ممّن يعتمدون على وسائلَ التّواصلِ الاجتماعيّ للحصول على المعلومات".

يُشكّل ذلك خطورةً صحيّةً يجب التّصدّي لها، وفقاً للنّائب البريطانيّ "داميان كولنز"، وهو مؤسّس مجموعة تُعنى بمحاربة الأخبار المُضلّلة عن جائحة "كورونا". ويُضيف أنّ هناك الكثير من المعلومات المغلوطة المنشورة على منصّات التّواصل الاجتماعيّ، لكنّ هذه المنصّات لا تقوم بما هو كافٍ للحدّ من تداول هذه المعلومات غير الصّحيحة، ومثال ذلك نظريّات المؤامرة المتعلّقة باللقاح ضد الفيروس.

ويوضّح "كولنز" أنّه في حال تمَّ تطوير لقاح ضد الفيروس، فإنّ معيار نجاح اللقاح يكمُن في موافقة غالبيّة النّاس على أخذ اللقاح، لكنّ المعلومات غير الصّحيحة ونظريّات المؤامرة التي ارتبطت باللقاح تُثبّط من إمكانيّة نجاح اللقاح في مكافحة "كورونا"، وهو ما يُهدّد الصحّة المجتمعيّة بشكلٍ عام.

من جهة أخرى، قالت منصّات "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر" إنّها أزالت مئات آلاف المقاطع المصوّرة والمنشورات التي تضمّنت معلومات خاطئة عن الفيروس، والتي قد تؤدّي إلى التّسبُّب بالأذى. ووثّقت شركة "فيسبوك" في وثيقة أرسلتها إلى البرلمان البريطانيّ قيامها بإضافة رسائل تحذيريّة لنحو 50 مليون منشور تضمّن معلومات غير دقيقة عن فيروس "كورونا"، لكن في 95% من المرّات التي أُضيفت فيها هذه التّحذيرات لم يضغط المستخدمون على الرّوابط التي توضّح لهم المعلومات الصّحيحة.

 

المصدر: voanews.com