أكيد- سمحت وسائل إعلام مرئيّة محليّة، بعرض مشاهد عُنف، وقتل، واستهزاء، خلال حلقات مسلسلات دراميّة تمَّ بثها خلال شهر رمضان المبارك، ولم تتضمّن هذه الحلقات أيَّة إشارة تحذيريّة للمشاهدين بأنَّ هذه المشاهد لا يُسمح لبعض الفئات بمتابعتها، الأمر الذي قد يُسهم بتقليد هذه الأحداث وانعكاسها سلبًا على المجتمع.
وتتبّع "أكيد" هذه الحلقات التلفزيونيّة الدراميّة والتي بلغت 20 حلقة من مسلسل كان يُعرض في السَّاعة العاشرة مساء كل يوم ولمدة ساعة كاملة على وسيلة إعلام مرئيّة محليّة، كما رصد 20 حلقة من حلقات دراميّة ساخرة مدة كل حلقة نحو 10 دقائق على وسيلة مرئيّة محليّة ثانية تمَّ عرضها بعد الإفطار، و20 حلقة من مسلسل عربي على وسيلة إعلام مرئيّة محليّة ثالثة كانت تُعرَض في السًاعة الخامسة مساء، وبلغ مجموع الحلقات المرصودة 60 حلقة تلفزيونية بمجموع 2600 دقيقة مشاهدة وتخلّلها فترات دعاية وإعلان.
وتبيّن ل"أكيد" احتواء أجزاء من حلقات مسلسلين دراميين مشاهد قتل وعنف، وأحد هذه المشاهد كان بقيام شخص بعملية قتل لآخر وهو نائم وحزَّ عنقَه بالسّكين، ومسح وجه المقتول بدمه، دون الإشارة إلى أنَّ هذه المقطع يحتوي على عنف، وغياب التحذير والتنبيه بأنّ فئة الأطفال هي من الفئات غير المسموح لها بمتابعته؛ لأنَّ التقليد وارد من قٍبلهم، كما تضمّنت مشاهد أخرى عمليّات قتل وترويع، وسلب، واستخدام ألفاظ نابية، دون أن يتم تحديد الفئة المناسبة لمشاهدته.
وتضمّنت ساعة دراما عرضتها وسيلة إعلام محليّة مرئيّة بعد الإفطار، كلمات ومشاهد غير مناسبة لفئة الأطفال، ولم تقم الوسيلة بوضع أيِّ تحذير للمشاهدين على وجود ألفاظ ومشاهد غير مناسبة.
وقال الأستاذ جواد العمري المدرب والخبير الإعلامي ل"أكيد" إنَّ الخبر ينقل واقعًا وليس تمثيلًا، بينما الأعمال الدرامية تنقل تمثيلًا ولا تنقل واقعًا، لذلك فإنَّ المعايير التي تطبق على الطرفين مختلفة جدًا، لكن على وسيلة الإعلام التي تبث أعمالًا دراميّة تحتوي مشاهد وألفاظ وأحداث غير مناسبة الإشارة إلى ذلك وتحذير المتلقّين منها.
وأضاف أنَّ اختيار وقت العرض مهمّ جدًا، ووضع العمر المناسب لهذه المشاهد يُدخل الوسيلة الإعلاميّة في الممارسات المهنيّة الفُضلى، ولذلك على وسائل الإعلام أن تقوم بعمل تصنيف للمسلسلات الدراميّة من حيث الفئات التي تستطيع المشاهدة، على سبيل المثال، أقلّ من 13 عامًا، أو أكثر من 18 عامًا، وأن تقوم ببثّه في فترات محدّدة، فهناك أوقات لا يكون فيها الأطفال مشاهدين لأنَّهم فئة تُقلِّد بينما الفئات الرَّاشدة تعلم يقينًا أنَّ ذلك تمثيل.
ويقول الاستاذ يحيى شقير الخبير القانوني في التَّشريعات الإعلامية والأخلاقيّات الصَّحافيّة ل"أكيد": حان الأوان لإلزام الوسائل الإعلاميّة بوضع ضوابط على نشر مثل هذه المسلسلات الدراميّة، وتحديد وقت العرض وفئة المشاهدين، واستخدام إشارات تحذيريّة من وجود أعمال عنف وقسوة، وألفاظ نابية خارجة عن المألوف، خلال المشاهد التي سيتمّ عرضها.
وأكّد ضرورة وضع تحذير كلّ خمس دقائق أو أكثر بأنَّ هذا المسلسل غير مناسب للأطفال، أو للفئة الأكبر، أو وجود مشاهد قاسية تمثيليّة، وهذا أمر مُتَّبع في معظم الوسائل العالميّة، وهو ممارسة فُضلى تُأين للمشاهدين أخذ الحيطة والحذر، فضلاً عن تقديم المنتَج للمتلقّين حسب أعمارهم.
وبيّن أنَّ ميثاق الشَّرف الإعلامي المرئي والمسموع والمنشور في الموقع الإلكتروني لهيئة الإعلام، طوعيّ لمن أراد من الإعلاميّين والوسائل الالتزام به، ولا يحمل أيَّة صفة قانونيّة، بل يحمل طابعًا أخلاقيًا أكثر منه قانونيًا.
ولفت إلى أنَّ ميثاق الشَّرف الصَّحافيّ مختلف عن ميثاق الشَّرف الإعلامي المرئيّ والمسموع، في كونه مُلزم قانونيًا.
وقال إنَّ مشاهد القتل والعنف لا يجوز نشرها على الإطلاق، فهي امتداد لأساليب بعض الجماعات المسلّحة التي كانت تقوم بقتل الأبرياء بهذه الطَّريقة، وكانت وسائل الإعلام تمتنع عن نشر هذه المقاطع حتى لو كانت تمثيلًا حتى لا تُسهم بإيصال رسائل هذه الجماعات إلى المجتمعات وإلى الأطفال وتقليدها، وبالتالي تُسهم بكبح جماح الأنشطة الموجّهة ضدَّ المجتمع.
ويلفت "أكيد" إلى أنَّ جميع الحلقات التي تمَّ رصدها خلال شهر رمضان المُبارك غاب عنها تحديد فئة الجمهور الذي يستطيع حضورها، بالإضافة إلى عرضها في أوقات مختلفة كانت مُتاحة للأطفال.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني