أكيد – آية الخوالدة - ارتكبت وسائل إعلام محليّة مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة بعد قيامها بإعادة نشر صور من مقطع مصوّر يحتوي على عنف ضد "قطّة" وقتلها، ومن بين هذه المخالفات: عدم وجود أيَّة قيمة إخباريّة من نشر هذا المحتوى، والإسهام بتقديم مشاهد قاسية وغير إنسانيّة.
ورصد "أكيد" مجموعة من المخالفات التي تعلّقت بنشر هذا المحتوى للمتلقّين، أوّلها قيام إحدى الوسائل بنشر المقطع المصوّر تحت عنوان "فيديو صادم لتعذيب وقتل قطّة بطريقة وحشيّة في ماليزيا"، ويعتذر "أكيد" عن إيراد رابط الخبر حتى لا يُسهم بإعادة نشر المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة.
وتبيّن لـ "أكيد" قيام عدد من الوسائل بتضليل القارئ وإيهامه أنَّ الحادثة وقعت في الأردن من خلال عدم ذكر مكان حدوثها في العنوان، وجاءت عناوينها كالتالي:
القصة الكاملة لتعذيب قطّة بشكل وحشي حتى الموت
فتيات يُعذّبن قطّة بطريقة وحشيّة يتصدّر "السوشيال ميديا" .. تعرف على القصة كاملة
فيما أوردت مواقع أخرى صورًا للقطة بعد قتلها.
وأكّد الأستاذ يحيى شقير المختصّ بالتشريعات الإعلاميّة لـ "أكيد" أنه لا يوجد هنالك أيّة قيمة إخباريّة لنشر الخبر، متسائلًا عن الفائدة المرجوّة من بث هذه المشاهد القاسية؟!".
وأضاف إنَّ بعض الوسائل الإعلامية تُخطئ يوميًا في نشر مثل هذه الأخبار دون ذكر مكان حدوثها في العنوان، وهذا يُشكّل مخالفة أخلاقيّة وقانونيّة، وينصّ ميثاق الشَّرف الصَّحفي على أن يعكس العنوان متن المادة، فيما تتعمّد تلك الوسائل إغفال ذكر المكان، حتى تُوهم القارئ أنها حصلت في الأردن، وبالتالي سيقرأ الخبر، وإغراء المتلقّي بفتح الخبر وتحقيق أعلى نسب قراءات ومشاهدات.
وأشار إلى أنَّ محتوى المقطع المصوّر والصور الثَّابتة يدل على نفسيّة مريضة وغير أخلاقيّة، ومثل هذا المحتوى لا يجوز نشره أو تعميمه.
ويُبيّن باسل الحمد الأخصائيّ النفسيّ لـ "أكيد" أنّ نشر هذا النوع من المقاطع يُسهم بانتشار اضطرابات نفسية كثيرة، خصوصًا لدى فئة المراهقين والأطفال، وأنَّ مجرّد مشاهدتها من طفل قد يتسبّب باضطراب نفسيّ لسنوات عديدة، وهذه ملاحظة من خلال عمله في العيادة النفسيّة لسنوات عديدة.
ويضيف: "قد لا تكون المشاهد نفسها سببًا ومن الممكن أن يتمتّع بعض الأطفال والمراهقين بمناعة نفسيّة كافية، لكنها خطيرة جدًا في هذه المرحلة، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعيّ والمواقع الإخباريّة سيؤدي إلى انتشارها واطلاع عدد كبير من الأطفال عليها".
ووفقاً لـ الحمد، فإنَّ نشر هذه المقاطع وتداولها، إشارة إلى أنَّها طبيعيّة، وأنَّ على الأطفال والمراهقين امتلاك الشَّجاعة للاطّلاع عليها، وبذلك نؤسّس لثقافة "شجاعة شكليّة"، يقع الأطفال ضحيّتها، ونتيجة لهذه الثقافة، يتوقّع الحمد تعرّض الأطفال إلى اضطرابات اكتئاب، وقلق، ووساوس، والخوف من الموت، بالإضافة إلى أشكال عديدة من العواقب السلوكيّة الخطيرة، مُقتَرِحاً عدم نشر مثل هذه المقاطع، والتحذير من تأثيراتها السلبيّة، وعمل بلاغات عنها.
ويُذَكّر "أكيد" بالمعايير المهنيّة والقانونيّة التي يجب أن تلتزم بها وسائل الإعلام عند القيام بمثل هذه التَّغطيات، والتي من بينها: أن تكون "الأخبار ذات القيمة الإخباريّة" المعيار الرئيس الذي تعتمد عليه وسائل الإعلام وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار والصور والمقاطع المصوّرة من عدمها، وتجنّب بثّ المشاهد القاسية من عنف وقتل وغيرها، لما لها من آثار سلبيّة على المجتمع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني