هل أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ منصّات لنشر المواد المسمومة وميداناً للمؤثّرين الزائفين؟

هل أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ منصّات لنشر المواد المسمومة وميداناً للمؤثّرين الزائفين؟

  • 2020-03-05
  • 12

ترجمة بتصرّف – دانا الإمام - أدّى التوسُّع في استخدام شبكة الإنترنت ووسائل التّواصل الاجتماعيّ إلى إعطاء حجم متزايد من الحريّة للمستخدمين للتّعبير عن آرائهم ونشر محتوى يصل مباشرة إلى العامّة. بعض الأشخاص وصلوا بذلك إلى حدّ النجوميّة، أو على الأقل اتّخذوا من نشاطهم على هذه المنصّات وظيفة.

 

وللأسف، فإنّ سهولة الوصول إلى مستخدمي هذه المنصّات ورغبة البعض بتحقيق رضا فوريّ عن النفس عبر نشر محتوى سريع، أسهم في خفض المعايير لما يتمّ نشره، وبخاصّةً في ظلّ غياب الرّقابة على المحتوى، على نقيض ما كان الحال في الماضي، وهو الأمر الذي أدّى إلى انتشار مواد مسمومة على شبكة الإنترنت، مثل: خطاب الكراهية، والأخبار الزائفة، والبث المباشر للجرائم، وهي الحالة الأسوأ. ويُمثّل ذلك تعدّياً سافراً من قِبل بعض مستخدمي هذه المنصّات على مفاهيم الحريّة وحريّة التعبير، وتحميلها معانٍ سلبيّة.

 

بالإضافة إلى ما تمّ ذكره، يمكن الحديث عن نوعٍ آخر من التّجاوزات المتكرّرة، وهو أن يستغلّ بعض مُستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعيّ الانتشارالسّهل للمعلومات المغلوطة، ووجود جماهير ذات تفاعل سريع بهدف نشر قصص شخصيّة فيها تتسمّ بالمبالغة والتهويل، إمّا لكسب اهتمام المتابعين أو لتحقيق الشّهرة.

 

وهناك العديد من القصص عن أشخاص حقّقوا الشّهرة بهذه الطّريقة الزّائفة، لكن سرعان ما انكشفت حقيقتهم، فمثلاً: هناك كاتبة اشتهرت في الولايات المتّحدة بنشاطها على شبكة الإنترنت، حيث أسّست مجموعات على منصّة "فيسبوك" للكاتبات، وبثّت صورة غير حقيقيّة عن نفسها بأنّها كاتبة ناجحة، وفقاً لما كشفته مقالة نشرتها صحيفة "لوس أنجليس تايمز". كما نظّمت هذه الكاتبة ورشات عمل لتعليم فنّ الكتابة في أماكن راقية مثل إيطاليا، لكنّ أغلب ورشات العمل هذه فشلت.

 

وركبت هذه الكاتبة موجة الشّهرة، وحقّقت ثروة بلغت 22 مليون دولار أميركيّ، لكن سرعان ما تمّ إلقاء القبض عليها وإدخالها السّجن. ومن المضحك أنّ واحدة من ضحايا الكاتبة، التي كانت قد دفعت 60 ألف دولار للكاتبة، ستجني هذه الأموال بعد كتابة مذكّراتها وبيعها لشبكة "نيتفليكس" لإنتاج الأفلام.

 

سيستمرّ وجود المؤثّرين الزائفين في العالم الافتراضيّ، لكنّهم سيحظون بفرص أقلّ لتحقيق النّجاح عبر خداع الآخرين. ولتجنّب الوقوع ضحيّةً لشخصيات كهذه، يتوجّب على مُستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعيّ توخّي الحذر؛ لأنّ كل ما نقرؤه ونتفاعل معه على منصّات التّواصل الاجتماعي مُصمّم ليحرّك مشاعرنا وغرائزنا، ومن الواجب علينا أن ننظر إليه بعين ناقدة، وفي الوقت نفسه، علينا تَجنُّب جلد الذّات في حال وقعنا ضحايا لهذه الشّخصيّات التي تعرف جيّدا كيف تتسلّل إلى قلوبنا وعقولنا.

 

رابط المادة:

 

https://www.psychologytoday.com/us/blog/culture-shrink/202001/fake-news-and-fabulists-is-social-media-enabling-liars