أكيد- ارتكبت وسائل إعلام محليّة مخالفات مهنيّة جسيمة وصارخة،  بعد أن ذكرت تفاصيل خاصة باسم مصاب أردني بفيروس "كورونا" المستجدّ خلال تغطياتها الصَّحفية، رُغم أنَّ الممارسة الفُضلى والمهنيّة، كانت تستوجب ذكر اسمه الأول فقط، ونقل تفاصيل حول كيفيّة إصابته بالفيروس، والأعراض التي بدت عليه، وكيف راجع المستشفى؟، وكيف يشعر الآن؟، وهي التَّفاصيل الأكثر أهميّة لجمهور المتلقين.

وتتبّع "أكيد" على مدار 10 ساعات، امتدّت منذ لحظة الإعلان عن ثبوت إصابة شاب بفيروس "كورونا" في الأردن، ظهر اليوم الثَّاني من شهر آذار 2020، ورصد خلالها انتهاكات لخصوصيّة الشَّاب والمبالغة فيها، واللجوء إلى تفاصيل لا حاجة ولا قيمة إخباريّة للمتلقين من سماعها ومعرفتها، بل وقد تتسبّب بضرر نفسيّ ومعنويّ على المدى القصير والبعيد.

وقال الدكتور صخر الخصاونة أستاذ التَّشريعات الإعلاميّة والأخلاقيات لـ "أكيد": إنَّ ذكر اسم الشَّاب الأول فقط وتفاصيل حالته الصِّحية، وكيف بدأ المرض معه؟ والأعراض وطرق الوقاية من المرض، كانت هي القيمة الإخباريّة التي تهُمّ المتلقّين وكان يجب على وسائل الإعلام الالتزام بها فقط.

وأضاف إنَّ عددًا من وسائل الإعلام، ومفهوم المواطن الصَّحفي على وسائل التواصل الاجتماعي، ارتكبت مخالفات جسيمة وانتهاكات صارخة، بذكر اسم المصاب كاملًا ومن أيّة عائلة، وفي أيّة منطقة يُسكن، وهي مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة يجب أن يكون لها ضابط داخليّ وذاتيّ فكُلُّ من يسكن على هذه الأرض مُعرّض لمثل هذا الفيروس، ويجب التَّعامل مع الحالة في حدود خصوصيّة المرض والابتعاد عن بقيّة التفاصيل الشَّخصيّة والخاصّة.

ويوضح الخصاونة إنَّ المصاب حاول أنْ يبثّ رسالة توعية للمجتمع الأردني؛ لأنَّها قضيّة رأي عام وعالميّة، وتنازل عن جزء من خصوصيّته؛ للمصلحة العامة، إلا أنَّ وسائل الإعلام بالغت في الخوض بخصوصيّته، وتفاصيل غير مسموح، مهنيًا وأخلاقيًا، الدخول فيها.

ويُذكِّر "أكيد" بالمعايير المهنيّة والقانونيّة التي تحكم عمل وسائل الإعلام في مثل هذه القضايا، والتي من بينها: احترام كرامة الإنسان، وقيمة الحياة الإنسانيّة، والابتعاد عن الإساءة للحياة الخاصّة للأفراد، وعدم الإساءة للكرامة الشخصيّة.