"طرفة ساخِرة في برنامج إذاعيّ"... مخالفة أخلاقيّة

"طرفة ساخِرة في برنامج إذاعيّ"... مخالفة أخلاقيّة

  • 2020-10-07
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

رصد "أكيد" مقطعًا متداوَلاً من برنامجٍ إذاعيّ، وجّه فيه المذيع نقدًا لأداء الحكومة بقوله إنها "سمحت للوباء أن يدخل بيوتنا جميعًا"، إذ حاول بهذا النقد أن يوازن بين "الحكمة" من كلامه و"طرفة" طرحها  المذيع باستخدام إيحاءات "بذيئة".

يقول الدكتور صخر الخصاونة، المختصّ بالأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة، إنّ الحالة التي طرحها مقدّم البرنامج وإن كانت تدخل في إطار النقد وهو من صميم عمل الصحفيّ، إلا أنَّ المثال الذي ساقه لوصف حالة الأردنيّين مع أداء الحكومة في ظل الجائحة قد يكون مبالَغاً به أو يُفهم بأكثر من طريقة وِفقًا لتنوّع خلفيات المتلقّين.

ويوضّح الخصاونة أنه يجوز للصحافة أن تنتقد آراء الحكومة وهذا الحق مقدّس قانونيًّا ويعكس دور الصحافة كسلطة رابعة في الرّقابة على أعمال الحكومة، مضيفًا أنه حتى يكون هذا النقد بناءً ومحقِّقًا لغاياته لا بدّ أن يتوافر فيه شروط قانونيّة وأخلاقيّة، وأهمها أن تتلاءم الكلمات أو الصفات مع جسامة الخطأ المُراد انتقاده، وأن تكون هذه الكلمات مُعبّرة بما لا يخالف النظام العام أو الآداب العامة، أو أن يمسّ بكرامه الأفراد بشكل خاص، فضلاً عن توافر مبدأ حسن النية في النقد، وأن يكون حقيقيّاً وليس من نسج خيال الصحفيّ.

ويقول الخصاونة إنّ النقد يأخذ صورًا متعددة منها الكلمات، والطُّرَف (السخرية)، والصور، والمشاهد التمثيليّة، ومهما اختلفت هذه الصور يجب أن تُحقّق الشروط القانونيّة والأخلاقيّة، "وأنّ فقدان أحد الشروط القانونيّة يحوّل المادة إلى ذمّ أو قدح، وأحياناً إلى إثارة النعرات المذهبيّة والعنصريّة والطائفية".

ويُذكّر "أكيد" بضرورة التزام الصحفيّين أحد أهم الأهداف والمبادئ التي يقوم عليها ميثاق الشرف الصحفيّ والتي تنصّ على: "العمل على تأكيد الوحدة الوطنيّة، واحترام الأديان، وعدم إثارة النعرات العنصريّة أو الطائفيّة"، وِفقًا للمادة (4) من الميثاق ذاته.