أكيد – مجدي القسوس
رصد "أكيد" تغطية وسائل الإعلام المحليّة للانتخابات النيابيّة 2020 على مدار أسبوع، إذ تنوَّعت المواضيع التي غطّتها وسائل الإعلام؛ ومن أبرزها آلية عقد جلسات مجلس النواب في ظل تطبيق قوانين الدفاع، وجدل العطل الرسميّة وأوقات الحظر الشامل بعد إعلان نتائج الاقتراع، ودعوات للمشاركة في الانتخابات النيابية، في مواد بيَّنت أهمية المشاركة وأخرى قلّلت من دور المجلس.
ورصد "أكيد" مادة جاءت بعنوان: "مقترح لتحويل مبنى مجلس النواب إلى مستشفى ميداني"، ذكرت فيها وسيلة الإعلام مقترحًا نقلاً عن "أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي" دون بيان هويّته، وتأييد الناشطين للمقترح، وفقًا للوسيلة، وهو ما يُعد مخالفة مهنية تتمثّل بالتقليل من شأن مجلس النواب كمؤسسة دستوريّة، ونقل محتوىً تهكُّمي على صورة محتوى إخباري حقيقي.
يقول الدكتور صخر الخصاونة، المختص في الأخلاقيات والتشريعات الإعلامية، في تصريح سابق لـ"أكيد"، إن الانتخاب حق لكل أردني يسعى إلى التغيير، وأن ممارسة هذا الحق تعزز من جودة العمليّة الانتخابية، وعلى وسائل الإعلام أن تلعب دورًا إيجابيًّا في الدعوة إلى المشاركة من خلال بيان أهمية المجلس واختصاصاته باعتباره سلطة تشريعيّة وممثًّلا عن الشعب، وأن تكون الدعوة للمشاركة في الانتخابات دعوة وطنيّة.
ويقول الأستاذ خالد القضاة، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، إن دور الإعلام هو دعم المؤسسات العميقة بالدولة، وأن يبيَّن للأردنيين أن الانتخابات استحقاق دستوري وليس عُرسًا وطنيًّا، مشيرًا إلى أن دور الإعلام هو الدفع بالناخبين للمشاركة، من خلال بيان دور مجلس النواب في الرقابة والتشريع وتعزيز الديمقراطية وتكافؤ الفرص، باعتبار أن الإعلام جزء من حرّاس هذه المنظومة.
وتضمَّنت مواد إعلامية دعوات للشباب للمشاركة في الانتخابات النيابية وتفعيل دورهم السياسي، وجاءت تلك الدعوات من خلال فعاليات شبابيّة من مختلف المحافظات أو مؤسسات رسمية أو عبر جلسات حوارية حول جدل المشاركة أو المقاطعة، وتضمَّنت الدعوات مطالبات للشباب للتوجه لصناديق الاقتراع واختيار ممثليهم على أسس الكفاءة لنقل احتياجاتهم وتطلعاتهم وترجمتها إلى تشريعات وقوانين تسهم في إحداث التغيير الإيجابي في حياتهم.
وبيّن القضاة لـ"أكيد"، أن دور الإعلام يقتصر على الدعوة إلى المشاركة دون التأثير بإرادة الناخبين، أو المطالبة بالمقاطعة، لأن في ذلك مساسًا بأهمية واحدة من المؤسسات الدستورية في الدولة، وأن يقف الإعلام على مسافة واحدة من الجميع، ويُعزز مشاركة الناخبين كمقترعين وليس فقط مراقبين.
ويضيف إن أغلب المقترعين سيعبرون عن مقاطعتهم للانتخابات من خلال "الورقة البيضاء"، وعلى وسائل الإعلام بيان أهمية "الورقة البيضاء" كتعبيرٍ عن المواقف السياسية والرضى تجاه نوعيّة وجودة المترشِّحين وخلفياتهم.
وحول ما نقلته وسائل إعلام من انتقادات ساخرة تجاه القرارات الحكومية الأخيرة فيما يخص إجراء الانتخابات رغم حالة التفشي الوبائي لفايروس "كورونا"، ودعوتها إلى مقاطعة الانتخابات، يقول القضاة إنه يجوز لوسائل الإعلام الكتابة عن أشخاص تدعو إلى المقاطعة سواء من التيّارات السياسية والأحزاب أو غيرها دون أن يتبنَّى الإعلام تلك المواقف وألا يكون "رأس الحربة في الدعوة إلى المقاطعة".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني