عمَّان 15 تمّوز (أكيد)- أفنان الماضي-
354 إشاعة ضربت الأردن خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، في الفترة الواقعة بين كانون الثاني وحزيران، بمعدل 59 إشاعة شهريًا، حيث أثارت الحرب الشعواء على قطاع غزّة غضبة المجتمعات العربية، فاستثيرت النفوس، وانخرطت في مراقبة حثيثة للأحداث الجارية.
وفيما صدحت الحناجر والأقلام في نصرة غزّة وأهلها، تخلل ذلك إطلاق وتداول عدد كبير من الإشاعات التي طالت المملكة، لدورها المحوري في القضية، ولموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط البؤر المشتعلة على حدودها الشمالية والشرقية والغربية.
وقد نجمت هذه الإشاعات في بعض الأحيان عن تفسيرات غير دقيقة لبعض الأحداث المتسارعة والمتداخلة، إذ أدّت الحالة الانفعالية والتعاطف مع آلام المجتمع الغزّي، واستنكار الإجرام الذي يُمارس عليه، إلى مجانبة الدقة والحيادية في تفسير وتحليل بعض ما يجري من أحداث، وفي أحيان أخرى جاءت الإشاعات كنتيجة لحالة الصراع والتدافع بين أصحاب التوجهات المختلفة، أو بسبب التنبؤ والتوقعات لقادم الأحداث، ولا ينفي ذلك إطلاق بعض الإشاعات بشكل ممنهج لا يحمل حسن النية، أو لتحقيق غايات وأجندات ما.
استحوذت الإشاعات الأمنية والسياسية على الحصة الأكبر من إشاعات النصف الأول من العام الجاري، حيث حصدت حوالي 60 بالمئة منها، مسجلة 211 إشاعة من أصل 354. وقد شكلت الإشاعات الأمنية والسياسية التي تناولت بعض شؤون المجتمع المحلي نسبة قليلة قياسًا بالإشاعات السياسية والأمنية التي طالت الأردن كدولة تلعب دورًا أساسيًا في المنطقة وأحداثها، حيث تطرقت الإشاعات للعمليات العسكرية واختراقات الحدود والأجواء الأردنية من أطراف مختلفة، والمظاهرات المناصرة لغزّة، والمواقف الأردنية تجاه الأحداث الجارية، وحركة التجارة مع الاحتلال.
وقد سجلت الإشاعات الصادرة عن جهات خارجية ما نسبته 18 بالمئة من مجمل الإشاعات، لكنّ عدد الإشاعات الأمنية والسياسية من مصدر خارجي بلغ 59 إشاعة، أو ما نسبته 28 بالمئة من مجمل الإشاعات الأمنية والسياسية.
ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن انشغال المجتمع بأحداث غزّة طغى على القضايا اليومية التي كانت تتبوأ الاهتمام الأكبر قبل الحرب، حيث بدا جليًا انخفاض الإشاعات الصحية انخفاضًا حادًا، إذ أطلقت خمس إشاعات فقط على مدار الشهور الستة الماضية. ومن المؤشرات على ذلك أيضًا، تراجع إشاعات المجال الاقتصادي، وهو أحد المجالات الأكثر اهتمامًا في المجتمع، حيث هوت من المرتبة الأولى في عام 2023 إلى المرتبة الرابعة في النصف الأول من العام الحالي، مسجلة 49 إشاعة، بنسبة 14 بالمئة.
وتبين لـ (أكيد) من خلال عملية الرَّصد اليومية، وعلى مدى الشهور الستّة الماضية، أن عدد الإشاعات الذي بلغ 354 إشاعة، جرى نفي 95 إشاعة منها، بمعدل 16 إشاعة منفية شهريًا، حيث هبطت إلى النصف تمامًا، مقارنة بمعدل الإشاعات التي تصدّرت الجهات المعنيّة نفيها في العام الماضي 2023، والتي بلغت في المتوسط 32 إشاعة شهريًا.
وفي تفاصيل رصد (أكيد) لحجم الإشاعات ومجالاتها في النصف الأول من 2024، نجد أنها تتوزع على النحو التالي:
أولًا: الإشاعات الأمنية في الصدارة
بتصنيف الإشاعات بحسب المجال، نجد أنَّ الإشاعات الأمنية تصدّرت المشهد، كما هو مبين في الجدول رقم (1) التالي:
الجدول رقم (1)
توزيع الإشاعات بحسب المجال وجهة النشر والمصدر (كانون الثاني-حزيران 2024)
فقد حلّت الإشاعات الأمنية في المرتبة الأولى بواقع 111 إشاعة من أصل 354 بنسبة 31 بالمئة، ثم جاءت في المرتبة الثَّانية الإشاعات السياسية بـ 100 إشاعة بنسبة 28 بالمئة، فيما جاءت في المرتبة الثَّالثة الإشاعات الاجتماعية التي سجلت 61 إشاعة بنسبة 17 بالمئة، تلتها إشاعات المجال الاقتصادي، ثم إشاعات الشأن العام التي سجلت 28 إشاعة بنسبة 8 بالمئة، تلتها الإشاعات الصحية في المرتبة السادسة والأخيرة.
ثانيًا: 64 إشاعة خارجية المصدر
تتبعت عملية الرصد مصدر الإشاعات المنتشرة عبر وسائل الإعلام، ومنصَّات النَّشر العلنية لا سيما شبكات التواصل الاجتماعيّ، فتبيّن لدى تصنيف الإشاعات بحسب مصدرها، أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء كانت تواصلًا اجتماعيًا أو مواقع إخباريّة، قد بلغت 290 إشاعة من مجمل حجم الإشاعات للنصف الأول من 2024، بنسبة بلغت 82 بالمئة، فيما سُجلت 64 إشاعة من مصادر خارجية بنسبة بلغت 18 بالمئة.
ثالثًا: وسائل الإعلام تطلق 51 إشاعة
ولدى تصنيف الإشاعات بحسب وسيلة النشر، تبيّن من خلال رصد (أكيد)، أنّ 303 إشاعات بنسبة 86 بالمئة، كان مصدرها وسائل التَّواصل الاجتماعيّ، فيما كانت وسائل الإعلام مصدرًا لـ 51 إشاعة بنسبة بلغت 14 بالمئة.
وتجدر الإشارة إلى أن مرصد (أكيد) يستخدم لرصد الإشاعات منهجيّة كميّة ونوعيّة وفق تعريف الإشاعة بأنّها: "المعلومات أو الأخبار غير الصّحيحة أو غير الدّقيقة، المرتبطة بشأنٍ عامٍ أردني، أو بمصالحَ أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف شخص تقريبًا، عبر وسائل الإعلام الرَّقميّ، سواء نُفِيَت رسميًا أو من الجهة ذات العلاقة أم لا".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني