عمّان 19 آذار (أكيد)- سوسن أبو السُندس- توسّعت وسائل الإعلام المحليّة بتغطية قضايا الكلاب إلى درجة أن عنونت إحداها بـ "رحلات سياحية وبرك سباحة واستجمام للكلاب في الأردن".[1]
يوضح مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ الصحافة الجيدة تجيب عن سؤال مُهم، وهو لماذا يتم طرح هذا الموضوع الآن؟ خصوصًا مع انشغال الرأي العام بين رصد حالات عقر الكلاب والآراء التي تمنع مهاجمة الكلاب وقنصها.
إن طرح موضوع رعاية الكلاب في هذا التوقيت الذي طفا فيه موضوع الكلاب على سطح الأحداث، يضع التقريرالصحفي في مجال المساءلة المهنية والأخلاقية، إذ إنَّ هذا النوع من المراكز يُعدّ مشروعًا استثماريًّا ربحيًّا يهتم بشؤون الحيوانات المنزلية، وعلى ذلك يقدّم التقرير الصحفي دعاية ترويجية لهذه المراكز، وفي ذلك مخالفة لمعيار الموضوعية في الفصل بين المحتوى الإخباري وبين المحتوى الإعلاني الذي يتم تقديمه على أنه مادة صحفية إخبارية حتى ولو لم يكن مدفوع الأجر في هذه المرة أو تلك، لأن عدم الإشارة بشكل صريح إلى كون المحتوى الإعلاني إعلانًا يشكل ترويجًا غير مباشر لسلع أو خدمات، وهذا يتعارض مع ميثاق الشّرف الصّحفيّ.
وإذا ما افترضنا أن القصد من التقرير الصحفي هو مناقشة قضية رفاهية الكلاب ومدى أهميتها، فقد كان على التقرير أن يستشهد برأي أحد المنتفعين، أو العودة إلى أحد المراكز المختصة بهذا العمل، إلى أنّ التقرير أخذ رأي خبيرة مختصة بالعمل التطوعي غير الربحي المهتم بنشر التوعية في عدم إيذاء الحيوانات وحمايتها من خلال متطوعين، وهذا لا يتفق مع عنوان التقرير وينطوي بالتالي على تضليل، كما لو أن المركز المستشهد به هو من يختص برفاهية الكلاب. وفي هذا المقام يتعين الانتباه إلى أن المصادر يجب أن تكون ممثلة للخبر.
ويرى (أكيد) أنَّ المادة احتوت على مبالغة وتهويل وإثارة للرأي العام، وكان بإمكان الوسيلة الإعلامية جعلها ذات قيمة إخبارية عالية، إذا ما تناولت إشكالية حل قضية الكلاب الضالة وما إذا كان يمكن للقطاع الخاص أن يسهم بذلك.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني