891 إشاعة في 2024 والأحداث الإقليمية تتسبّب بإطلاق ما يزيد على نصفها

891 إشاعة في 2024 والأحداث الإقليمية تتسبّب بإطلاق ما يزيد على نصفها

  • 2025-01-19
  • 12

عمَّان 19 كانون الأول (أكيد)- أفنان الماضي

وثّق مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) خلال عام 2024 ما مجموعه 891 إشاعة أطلِقت محليًا وخارجيًا على صلة بالشأن الأردني والمصالح الأردنية، وهو ما يعادل 74 إشاعة شهريًا.

وكان اللافت في هذه الإشاعات أن 456 إشاعة منها، اي ما يزيد على نصفها، وتحديدًا بنسبة 51.2 بالمئة، طالت المملكة بسبب الأحداث الإقليمية، من الحرب على غزّة وتداعياتها على الجبهتين الإيرانية والعراقية،  إلى سقوط نظام الأسد في سوريا مرورًا بالحرب على لبنان.

هذا وكانت الحرب التي شنّها الكيان المحتل على غزّة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 سببًا في إطلاق 322 إشاعة مسّت المملكة من مجمل الإشاعات لعام 2024، حيث تصاعدت وتيرة الإشاعات شهرًا بعد شهر، تبعًا لطول المعركة وازدياد تعقيد المشهد، وتناولت خلالها مواقف الأردن ودوره. وارتبط جانب مهم من الإشاعات بالمخاوف من التهجير القسري لأهل غزّة والضفة الغربية للأردن واعتباره وطنًا بديلًا، وقد بلغت ذروتها في شهر أيلول، أي بعد نحو عام على طوفان الأقصى، وتزامن ذلك مع انتخابات مجلس النواب العشرين.

كما أحصى مرصد (أكيد) 71 إشاعة أثيرت تحسبًا لأي تهديد إيراني، أو اختراق للأجواء والحدود الشرقية للمملكة؛ و11 إشاعة أطلقت منذ حادثة تفجير أجهزة البيجر اللبنانية واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؛ و52 إشاعة تخص الشأن السوري وتتعلق بسقوط نظام الأسد أو التهديدات على الحدود الشمالية للمملكة.

الإشاعات المحلية كليًّا، غير المتأثرة بالأحداث الإقليمية، بلغت 435 إشاعة تناولت القضايا المجتمعية بكافة مجالاتها الاقتصادية والسياسية وغيرها، وكان أبرزها الحديث بشكل مكرر عن فيروسات أو متحورات جديدة في المجال الصحي. وأما في المجال الأمني، فقد تكرر إطلاق إشاعات حول عصابات تهدد الناس بالأموال أو الخطف. وفي المجال الاقتصادي، طالت الإشاعات السيارات الكهربائية، وبعض السلع الغذائية من حيث رفع الأسعار والضرائب، أو الإعلانات الوهمية حول منح مالية وجوائز. وفي المجال السياسي، حظيت الأحزاب والانتخابات باهتمام الجمهور، وبرزت في الجانب الاجتماعي قضايا طلابية وتعليمية، إضافة إلى بعض شؤون العمال من حيث التعيينات، وكذلك الفساد المالي لبعض المؤسسات والأفراد، كما تكررت إشاعات حول وقوع الزلازل والهزات الأرضية على مدى العام الماضي.

وفي تفاصيل رصد (أكيد) لحجم الإشاعات ومجالاتها في عام  2024، نجد أنها تتوزع على النحو التالي:

أولًا: الإشاعات السياسية في الصدارة

بتصنيف الإشاعات بحسب المجال، نجد أنَّ الإشاعات السياسية تصدّرت المشهد، كما هو مبين في الجدول التالي: 

فقد حلّت الإشاعات السياسية في المرتبة الأولى بواقع 288 إشاعة من أصل 891 بنسبة 32 بالمئة، ثم جاءت في المرتبة الثَّانية الإشاعات الأمنية بـ 232 إشاعة بنسبة 26 بالمئة، فيما جاءت في المرتبة الثَّالثة الإشاعات الاجتماعية التي سجلت 185 إشاعة بنسبة 21 بالمئة، تلتها إشاعات المجال الاقتصادي، بـ 123 إشاعة ونسبة 14 بالمئة، ثم إشاعات الشأن العام التي سجلت 49 إشاعة بنسبة 5.5 بالمئة، تلتها الإشاعات الصحية في المرتبة السادسة والأخيرة مسجلة 14 إشاعة بنسبة 1.5 بالمئة.

ثانيًا: 210 إشاعة خارجية المصدر

تتبّعت عملية الرصد مصدر الإشاعات المنتشرة عبر وسائل الإعلام، ومنصَّات النَّشر العلنية لا سيما شبكات التواصل الاجتماعيّ، فتبيّن لدى تصنيف الإشاعات بحسب مصدرها، أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء كانت تواصلًا اجتماعيًا أو مواقع إخباريّة، قد بلغت 681 إشاعة من مجمل حجم الإشاعات لعام 2024، بنسبة بلغت 76 بالمئة، فيما سُجلت 210 إشاعات من مصادر خارجية بنسبة بلغت 24 بالمئة.

ثالثًا: وسائل الإعلام تطلق 112 إشاعة

ولدى تصنيف الإشاعات بحسب وسيلة النشر، تبيّن من خلال رصد (أكيد)، أنّ 779  إشاعة، بنسبة 87 بالمئة، كان مصدرها وسائل التَّواصل الاجتماعيّ، فيما كانت وسائل الإعلام مصدرًا لـ 112 إشاعة بنسبة بلغت 13 بالمئة.

 ويرى مرصد (أكيد) في قضية الإشاعات وانتشارها:

أولًا: إنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التّواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النّشر إلا في حال التّحقّق من مصدر موثوق.

 ثانيًا: إنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التّواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة المحتوى من عدمه يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصَّحيحة والبعيدة عن الدِّقة، وبالتالي ترويج الإشاعات وانتشار المعلومات المضلِّلة والخاطئة.

ثالثًا: طوّر (أكيد) مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتّحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، بصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيًّا أو مكتوبًا، أو مسموعًا أو مقروءًا، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتّخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

رابعًا: عادة ما تزدهر الإشاعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة... وغيرها، وهذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة.

خامسًا: يتم ترويج الإشاعات بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، أو سياسيّة، أو ثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها، ومدى حصول المتلقين على تربية إعلامية صحيحة وسليمة.

وينشر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على موقعه الإلكتروني، تقارير تحقّق من المعلومات المضلِّلة والخاطئة التي تنتشر في وسائل الإعلام، في مسعى لرفع الوعي بخطورة انتشار هذه المعلومات غير الصَّحيحة وبتأثيرها السّلبي على المجتمع.