عمّان 5 أيلول (أكيد)- وسائل إعلام محلية نشرت خبرًا تحذيريًا عدّته عاجلًا  حول وجود نوع من الحلوى يدخل في صناعتها المخدر بعنوان: "عاجل. تنبيه للآباء.. نوع من الحلوى يعرض أطفالكم لخطر المخدر".

عنوان الخبر أخذ على عاتقه مهمة بثّ الذّعر في نفوس الآباء حول وجود نوع من الحلوى يعرّض الأطفال لخطر المخدر دون وجود ما يثبت صحة ودقة المعلومات الواردة في العنوان، وهو ما يمكن أن تكون له آثار سلبية بتخويف ذوي الأطفال ونشر الإشاعات، خصوصًا مع بدء العام الدّراسي وإمكانية تناول الأطفال للحلوى بعيدًا عن عيون ذويهم.

بدأت الوسائل الإعلامية المرصودة خبرها بالقول: "تشير دراسة جديدة"، دون أن توضح للجمهور ماهية الدراسة أو اسمها، وتاريخ إعدادها، والجهة القائمة عليها، وفي أي البلدان أجريت، وما إذا كانت تنطبق على المنتجات الأردنية أم لا. واكتفى الخبر بالحديث عمّا جاءت به الدراسة كما لو أنها معدّة في الأردن ووفقًا للمعطيات المحلية، ما يمكن أن يسهم في تضليل الجمهور وترويعه لأن الخبر ظهر بصيغة خبر محليّ.

أورد الخبر أن "تناول قطعتين فقط من الحلوى الجيلاتينية" التي يُحبّها الأطفال يمكن أن يؤدي إلى تفاعلات سامة "شديدة وطويلة الأمد" لديهم، ولم يحدد نوع الحلوى وشكلها والشركة المصنّعة لها والبلد المصدر لها. وتحدث عن الحلوى الجلاتينية بشكل عام على الرغم من أنها تنتج وتوزّع في مختلف بلدان العالم، وهو ما لا يمكن للأهل من حصر مصدر هذه الحلوى، ومنع أطفالهم من تناولها.

أمعن الخبر في ذكر تفاصيل صحيّة حول رباعي هيدروكانابينول (THC) باعتباره الجزيئة الأكثر شهرة في نبات القنّب الهندي وتمتلك خاصية المؤثر النفسي الجيلاتينية التي يتناولونها، وهو ما لا يمكن التأكد من صحته بشكل قاطع دون فحص كامل المنتجات من هذا الصنف الغذائي حول العالم.

عرّف الخبر ليزلي بيبين بـالمؤلّفة المشاركة في الدراسة، ونقل كلامها حول ارتفاع في التعرض غير المقصود للقنّب بين الأطفال بسبب منتجات مثل الكعك والشوكولاته والعلكة، بينما نقل معلومات عن شخص يدعى تاكر وودز، ولم يعرّف الجمهور به وبمجاله الأكاديمي والمهني وعلاقته بالدراسة التي يتم الحديث عن نتائجها، ما يشكّك المتلقي بصحة ما جاء من معلومات على لسان هؤلاء الأشخاص المجهولين.