عمَّان 16 تشرين الأول (أكيد)- لم تلتزم وسائل إعلام أمريكية وأوروبية بمعايير التَّغطيات الصِّحفيّة النَّبيلة والمهنيّة في أحداث قطاع غزَّة وغلافه، والتي بدأت اعتبارًا من يوم السَّابع من شهر تشرين الأول 2023، ونقلت رواية قطع رؤوس 440 طفلًا إسرائيليًا دون تحقُّق أو بحث عن الواقع الذي نقلته مصادر أحادية، ونقلت تغطيات مليئة بالتَّضليل والتَّزييف وخِداع جمهور المتلقين.
الرِّواية التي تصدَّت لها وسائل إعلام عربية ومحلية، وبدأت البحث والتَّنقيب عن أصلها، واستطاعت الوصول إلى الحقيقة وتغيير الرِّواية واعتذار عدد ممن روجوها عن ذلك، تبنتّها وسائل إعلام غربية ومسؤولون كبار، وحملت تغطية غير مهنيّة وبعيدة عن التَّوازن لتصل النتيجة إلى كراهية ملأت قلب أحد الأشخاص الأمريكيّين يبلغ من العمر 70 عامًا ضدَّ طرف آخر، فقام بقتل طفل فلسطيني اسمه وديع الفيومي يبلغ من العمر ست سنوات، له عائلة ممتدّة بين قطاع غزَّة والضِّفة الغربية. الطفل تلقى 26 طعنة في جسده، سبقتها محاولة خنق والدته وطعنها، وعبارات تطرّف وكراهية ضدَّ الفلسطينيّين والمسلمين.
منذ بدء أحداث قطاع غزَّة، تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام المحلية والخارجية التي تناولت شأنًا أردنيًا، وتبين له أنَّ وسائل الإعلام المحلية فتحت تغطيات مباشرة وموسّعة طيلة ساعات اليوم، ونقلت التَّفاصيل كلّها ومن أطراف الحدث كلّهم، مع تسليط الضَّوء على الجهود السِّياسية والإغاثية لأبناء القطاع.
وتابع (أكيد) رصده للمشهد العام في تغطيات وسائل الإعلام المحلية، فتبيّن ظهور اتّجاه لديها خلال التَّغطيات، تمثّل بإنهيار الصُّورة الإيجابية المطبوعة في أذهان كثيرين بأنَّ وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تمتاز بالمهنية والحياد والتوازن، وأنها تحتل مراتب متقدِّمة في ذلك على مؤشر حرية الصِّحافة العالمي، لكنَّ تغطياتها لأحداث قطاع غزَّة وغلافه، كشفت قيام هذه الوسائل بانتهاك معايير التَّوازن والمهنيّة والحياد، ورصدتا وسيلتا إعلام محليّتين عناوين عديدة، وعرضتا مادة صحفيّة مهمّة حول هذه الانتهاكات التي قامت بها عدد من الوسائل الإعلامية الغربية، وحملت عناوين:
كيف أصبح أطفال غزّة "ضحايا إسرائيليين"!!!
"طوفان الأقصى".. يفضح مزاعم مصداقية الإعلام الغربي
طوفان الأقصى.. "تسقط الاعلام الغربي مهنيا وأخلاقيا"
ونقلت وسائل إعلام محلية بيانًا صادرًا عن مجلس نقابة الصّحفيّين الأردنيّين استنكروا به الممارسات غير المهنية التي قامت بها وسائل الإعلام الغربية خلال تغطيتها لأحداث القطاع، وقال المجلس: أداء الإعلام الغربي كشف عن زيف القيم المهنيّة والحريات الصحفيّة التي لطالما تغنى بها، وتجرّد من أي معنى للمسؤولية الأخلاقيّة وضوابط التوازن الذي تفرض عليه أن ينقل ما تتعرّض له الإنسانيّة من ذبح وإبادة في قطاع غزة.
موقع أميركي يفضح الرواية الإسرائيلية عن قطع رجال المقاومة الفلسطينية رؤوس أطفال
البيت الأبيض يتراجع عن تصريحات اتهم فيها كتائب القسام بقتل الأطفال
لماذا تدعم واشنطن إسرائيل دائما حتى في الأخبار المفبركة؟
ونشرت وسيلة إعلام محلية صورًا لطلاء واجهة مقرِّ هيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي. باللون الأحمر، احتجاجًا على تغطيتها لأحداث قطاع غزَّة، وحملت العنوان: متظاهرون يرشقون بوابات "BBC" في لندن بالطلاء الأحمر (صور).
ويلفت (أكيد) إلى أهمية الالتزام بالمعايير المهنية للصِّحافة النَّبيلة ونقل الواقع كما هو، والتَّدقيق في الحقائق والمعلومات الواردة، وفي الأزمات والكوارث والحروب يكثر التَّزييف والتَّضليل ومحاولة قلب الرَّأي العام وقيادته إلى اتجاهات تخدم أطرافًا وتتسبَّب بضرَّر لأطراف أخرى، وهنا يجب على وسائل الإعلام بأنواعها كافة، ان تنقل الواقع وبكل حياد، والتَّحقُّق من المحتوى المنشور أولًا بأول.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني