اهتمام إعلامي ضعيف بتفسير غياب جوجل عن مؤتمر تكنولوجيا المعلومات الإسرائيلي في تموز الماضي

اهتمام إعلامي ضعيف بتفسير غياب جوجل عن مؤتمر تكنولوجيا المعلومات الإسرائيلي في تموز الماضي

  • 2024-08-09
  • 12

عمّان 7 آب (أكيد)- عُلا القارصلي- كشفت الحرب الأخيرة على غزّة حجم تواطؤ شركات التكنولوجيا الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي ودورها في تهجير الفلسطينيّين وإساءة معاملتهم. وفي خضم الإبادة الجماعية في غزّة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ما زالت شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة تواصل بكل هدوء العمل مع إسرائيل، ومن أهم هذه الشركات جوجل Google، لكن غياب الأخيرة عن مؤتمر "تكنولوجيا المعلومات لصالح جيش الدفاع الإسرائيلي"، يطرح عدة تساؤلات، أبرزها: هل يمثّل غيابها محاولة لإبعاد نفسها عن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزّة؟ أم هل هذه بداية لتعديل استراتيجياتها التجارية في إسرائيل؟[1]

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام المحلية لمؤتمر "تكنولوجيا المعلومات لصالح جيش الدفاع الإسرائيلي"، والذي عقد في العاشر من تموز الماضي، وضم شركات تقنية من مختلف أنحاء العالم تدعم قوات الاحتلال الإسرائيلي. وحضر المؤتمر شركات متعدّدة الجنسيات مثل نوكيا وديل وكانون، في حين غابت شركة جوجل التي كانت في السابق راعية رئيسة بسبب دورها في مشروع نيمبوس، وقد أزيل شعار جوجل من موقع الحدث على الإنترنت قبل وقت قصير من بدء المؤتمر، ولم يُقدّم أي تفسير لغيابها.[2]

بيّنت عملية الرصد تغطية محدودة جدًا لانسحاب جوجل من رعاية المؤتمر الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة، وكانت المواد المرصودة منقولة عن موقع "ذي إنترسبت"، وهو تطبيق إخباري أوروبي، وغابت عن الإعلام المحلي المواد الأصلية التي تساعد في شرح وتحليل نقاط مهمة تتعلق بهذه القضية، أبرزها: [3] [4]

أولًا: تطرقت المواقع التي نقلت خبر غياب جوجل لذكر مشروع نيمبوس بشكل عابر، ولم يُوضّح أن مشروع نيمبوس هو عقد بين جوجل وأمازون وإسرائيل، قيمته 1.2 مليار دولار وقِّع عام 2021 لتوفير خدمات سحابية للجيش والحكومة الإسرائيليّين، وتسمح هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيّين، وتسهّل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، وتجعل هذه التكنولوجيا منهج التمييز والتشريد والقتل الذي يمارسه الجيش والحكومة الإسرائيليّين أكثر فتكًا بالفلسطينيّين.[5]

ثانيًا: لم يذكر الإعلام المحلي إدانة عمال جوجل وأمازون لمشروع نيمبوس منذ توقيعه، فخلال الأسبوع الأول من توقيع العقد، وقع أكثر من 90 عاملًا في جوجل وأكثر من 300 عامل في أمازون رسالة لم يذكروا فيها أسماءهم خوفًا من الانتقام، دعوا فيها قادة أمازون للانسحاب من المشروع لأنه ينتهك القيم الأساسية، وهي بناء تكنولوجيا تخدم الناس في كل مكان وترفع مكانتهم.

وخلال الحرب الأخيرة على غزّة، طردت شركة جوجل أكثر من 50 موظفًا لمشاركتهم في احتجاجات ضد مشروع نيمبوس، وأحد هؤلاء الموظفين اعترض علنًا خلال عرض قدمه أحد المسؤولين التنفيذيّين في فرع جوجل في إسرائيل، حيث وقف وصرخ  أنا أرفض بناء تكنولوجيا تدعم الإبادة الجماعية أو المراقبة".[6] [7]

ثالثًا: لم تُسلّط المواد المرصودة الضوء على محاولة جوجل أن تنأى بنفسها عن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزّة، من خلال انسحابها المفاجئ من المؤتمر، في حين ظلت معظم العمليات التجارية دون تغيير، كما أنها تواصل تعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال عقد نيمبوس، وهذا يعني أن غياب جوجل لا يعني تغيير سياسات التعاون مع إسرائيل، بل هو مجرد تقليل من أهمية نيمبوس لتبعد نفسها عن الاتّهامات الموجهة لها بأنها طرف في الإبادة الجماعية في غزّة.[8]