الإعلام المحلّي يسلّط الضّوء على فوز الأزرق الشّمالي بجائزة أفضل القرى السّياحية عالميًا ويتجاهل فرص عراق الأمير

الإعلام المحلّي يسلّط الضّوء على فوز الأزرق الشّمالي بجائزة أفضل القرى السّياحية عالميًا ويتجاهل فرص عراق الأمير

  • 2025-10-26
  • 12

عمّان 22 تشرين الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- انضمّ الأردن إلى منظمة السّياحة العالمية عام 1979، أي بعد أربع سنوات فقط من تأسيسها، في خطوة تعبّر عن وعي مبكر بأهمية السّياحة كقطاع استراتيجي يسهم في التّنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذا الانضمام المبكر للأردن، وضعه ضمن الدّول السّاعية لتطوير منظومة سياحية تقوم على الاستدامة، وعلى الاستثمار في التّجربة الإنسانية والثّقافية، لا على الأرقام فقط.

وَعْيُ الأردن المبكر بأهمية السّياحة لم يقتصر على المدن الكبيرة، بل امتدّ ليشمل القرى، ما جعل المملكة تحتلّ مكانة مهمّة في المشهد السياحي العالمي. وواصل الأردن هذا العام تألّقه في مجال السّياحة الرّيفية، حيث حازت قرية الأزرق الشمالي على جائزة أفضل القرى السياحية عالميًا، كواحدة من بين 52 قرية في العالم، بعد أن سبقتها أم قيس (2022) بموقعها التّاريخي وآثارها الرّومانية، واطلالتها على بحيرة طبريا، وقرية السلع (2023) في محافظة الطفيلة، بجمال مبانيها الحجرية ومناظرها الطّبيعية الخلّابة.[1]

وبالنّظر لدور الإعلام الكبير في دعم السّياحة الّتي هي بالنسبة للأردن ليست مجرّد نشاط اقتصادي، بل قوّة تحافظ على التّراث الثّقافي، وتدعم التّنمية المحلّية، وتضع الإنسان في مركز الاهتمام، تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية الإعلام لفوز قرية الأزرق الشمالي بجائزة أفضل القرى السّياحية عالميًا، لمعرفة كيف استثمر الإعلام هذا الفوز بالتّرويج للسياحة.

أظهرت عملية الرّصد أنّ التّغطية الإعلامية ركّزت على اختيار قرية الأزرق الشّمالي ضمن أفضل القرى السّياحية في العالم لعام 2025، معتبرة هذا الإنجاز دليلًا على ريادة الأردن في مجال السّياحة المستدامة. وسلّطت التّغطية الضّوء على التّعاون بين وزارة السّياحة والآثار، والبلديات، والجمعية الملكية لحماية الطّبيعة، وهيئة تنشيط السّياحة، والمجتمع المحلّي. كما أبرزت التّغطية المشاريع التّنموية، مثل مشروع الأزرق السّياحي التّنموي، والمهرجانات السّنوية، معتبرة هذه الجهود جزءًا من خطّة تعزيز الاقتصاد المحلّي وخلق فرص عمل.

كذلك، تناولت التّغطية زيارات رئيس الوزراء للأزرق، والتّوجيهات لتطوير البنية التّحتية والخدمات الصّحية والتّعليمية، مع عرض تصريحات المسؤولين حول المخطّط الشّمولي لتطوير المنطقة، وإبراز الجوانب الاجتماعية والخدمية، مثل المستشفيات والمدارس، للتأكيد على أن التّنمية في المنطقة شاملة وليست سياحية فقط.

وقد أظهرت التقارير المصوّرة للقرية المواقع التّاريخية، مثل قلعة الأزرق، قصر عمرة، وقصر الحرّانة، إلى جانب المناطق الطّبيعية والمحميات، مع التّركيز على التّنوع البيئي والتّراث الثّقافي. كما أشارت التّغطية إلى القري والبلدات الأردنية الأخرى التي حصلت على هذه الجائزة، مؤكدة أن الأردن يواصل تعزيز سمعته على الخريطة السّياحية العالمية من خلال تطبيق مبادئ السّياحة المستدامة والتّنمية الرّيفية.

لاحظ (أكيد) أن التّغطية ركّزت على فوز الأزرق الشّمالي وتجاهلت الحديث عن قرية عراق الأمير التي تم اختيارها ضمن 20 قرية في برنامج التّطوير لهذا العام، واختيارها ضمن هذا البرنامج يعني أنها قرية واعدة لكنها بحاجة لتطوير إضافي قبل أن تنجح في أن تحلّ ضمن أفضل القرى السّياحية رسميًا. هذا علمًا بأنّ هذا البرنامج يمنح القرى خطّة تطوير مفصّلة تشمل تحسين البنية التّحتية، وتعزيز الخدمات السّياحية، ودعم الاستدامة البيئية، مع توفير استشارات فنّية ودورات تدريبية، وربطها بشبكة القرى العالمية لتبادل الخبرات، وهذا يعني أن وجود عراق الأمير في البرنامج خطوة استراتيجية نحو الوصول إلى المستوى العالمي، ما يتيح للأردن والمجتمع المحلي الاستثمار في إمكانياتها لتحقيق الفوز بالجائزة في السّنوات القادمة.