"الأردن الأول عربيًا بمؤشر الأمن السيبراني الوطني" .. نقل الخبر عن تدوينة في التواصل الاجتماعي تسبّب بثغرات في التغطية

"الأردن الأول عربيًا بمؤشر الأمن السيبراني الوطني" .. نقل الخبر عن تدوينة في التواصل الاجتماعي تسبّب بثغرات في التغطية

  • 2025-01-23
  • 12

عمّان 22 كانون الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- يعتبر الأمن السيبراني من الركائز الأساسية لدعم المحرك الثاني من محركات النمو الاقتصادية الثمانية في رؤية التحديث الاقتصادي والمتعلقة بتقديم الخدمات المستقبلية في الأردن، وتحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى توفير بيئة رقمية آمنة وموثوق بها تجذب الاستثمارات وتعزز مكانة الأردن.[1]

 

حقق الأردن تقدمًا ملحوظًا في مجال الأمن السيبراني على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة، ويظهر هذا جليًا في تقدمه في المؤشرات العالمية للأمن السيبراني، حيث احتل المرتبة الأولى عربيًا و20 عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني الوطني (NCSI) الذي يعتبر ثاني أهم مؤشر بعد المؤشر الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، والذي حصل فيه الأردن على المرتبة 27 عالميًا. [2] [3]

 

صدر مؤشر الأمن السيبراني الوطني في 15 كانون الأول 2024، وتم الحديث عنه في الإعلام مؤخرًا بعد نشر المدير السابق للأمن السيبراني بسام محارمة عبر تطبيق (linkedin) تدوينة تتحدث عن مرتبة الأردن في المؤشر بالإضافة إلى بعض المعلومات عن المؤشر ومراتب بعض الدول،  نقلت وسائل الإعلام معلوماتها من التدوينة، ولأن التغطية منقولة عن تدوينة في التواصل الاجتماعي بدون العودة إلى المؤشر الأصلي، تخلل التغطية عدة ثغرات، أبرزها:[4]

 

أولًا: ذكرت وسائل إعلام أن المؤشر يصدر عن مؤسسة (EGA) وهي وكالة وطنية حكومية في جمهورية أستونيا التي تعتبر من الدول الأوروبية الرائدة في مجال الرقمنة، وأشارت إلى أن عدد الدول المدرجة في المؤشر لغاية الآن 61 دولة، وبحسب الموقع الإلكتروني للمؤشر نجد أن عدد الدول 62 دولة. [5] [6] [7]  

 

ثانيًا: عرضت وسائل إعلامية ترتيب بعض الدول العربية، وهذه ممارسة إعلامية جيدة لمقارنة الفرق بينها وبين الأردن، لكن لم تتطرق الوسائل لعدد الدول العربية في المؤشر، والذي هو 13 دولة، حيث احتلّت الأردن الصدارة، في ما احتلّ العراق المرتبة 13 بين الدول العربية والمرتبة 60 عالميًا.

 

ثالثًا: أكدت الوسائل الإعلامية على تقدّم الأردن في المؤشرات العالمية، وأشارت إلى تقدم الأردن 44 مركزًا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) وحصلت على ترتيب 27 عالميًا، ولم تذكر الوسائل أن (GCI) هو مبادرة من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) المنظمة الدولية الرائدة في العام لقضايا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكان يجدر الإشارة إلى أن الاختصارين يعودان المؤشر  نفسه، وهو أهم مؤشر للأمن السيبراني.[8]

 

رابعًا: عادت الوسائل لطريقة تقييم مؤشر الأمن السيبراني العالمي (ITU) الذي يقيس التزام الدول بمتطلبات ومعايير الأمن السيبراني استنادًا لمجموعة من المؤشرات ذات العلاقة بإدارة الأمن السيبراني على المستوى الوطني ضمن خمسة معايير رئيسة تحصل الأردن على 100 بالمئة في ثلاثة منها، ولم تتطرق للمؤشرات الرئيسة في مؤشر الأمن السيبراني الوطني (NCSI)، والذي يفترض أن الخبر يتحدث عن حصول الأردن على المرتبة الأولى عربيًا فيه.

 

 يقيس مؤشر الأمن السيبراني الوطني ثلاثة مؤشرات رئيسة: الأمن السيبراني الاستراتيجي، الأمن السيبراني الوقائي، الأمن السيبراني للاستجابة للحوادث، ويتفرع عن هذه المؤشرات الرئيسة 12 مؤشرًا فرعيًا، حيث حصل الأردن على 100 بالمئة في ثلاثة منها، هي المساهمة العالمية في الأمن السيبراني، التعليم والتطوير المهني، وتحليل التهديدات السيبرانية ورفع الوعي.

وحصلت باقي المؤشرات على علامات متفاوتة تراوحت بين 50 إلى 80 بالمئة باستثناء مؤشر البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني، حيث كانت علامته صفر، وكان من المفيد الإشارة إلى المؤشرات التي حصل فيها الأردن على علامات متدنية لمساعدة صناع القرار في تحسين أداء الأردن فيها.[9]

 

ويشير (أكيد) إلى ضرورة توضيح سبب اختلاف ترتيب الأردن في المؤشرات العالمية، فالتفاوت في الترتيب بين المؤشرات له عدة أسباب رئيسة، هي: اختلاف المنهجيات، المعايير، أوزان الجوانب المقاسة، وتحديث البيانات، فقد تعتمد المؤشرات على بيانات سنوات مختلفة، أو تحديثات دورية غير متزامنة، واختلاف مصادر البيانات وطرق جمعها.

 

وأشار (أكيد) في تقرير سابق إلى ضرورة وجود صحفي متخصّص في مجال الأمن السيبراني، لأن عدم وجود صحافة متخصصة في هذا المجال يؤدي إلى تغطية صحفية سطحية وتحتوي ثغرات وأخطاء، وهذا يُبعد الصحافة عن دورها المأمول.[10]