الفيديو الذي تظهر فيه امرأة مسنّة بدعوى أنها من غزّة وتشتكي سوء الحال هو فيديو قديم لامرأة من شمال سوريا (تحقّق)

الفيديو الذي تظهر فيه امرأة مسنّة بدعوى أنها من غزّة وتشتكي سوء الحال هو فيديو قديم لامرأة من شمال سوريا (تحقّق)

  • 2024-02-27
  • 12

عمّان 24 شباط (أكيد)– شرين الصّغير

تحقّق: محتوى زائف

القصّة:

نشر أحد روّاد منصّة إكس عبر حسابه بتاريخ 21 شباط، فيديو تظهر فيه امرأة مُسنّة، تستلقي على الأرض، تبكي بألم، وتتكلّم بثقل وتقول إنها لم تأكل منذ خمسة أيام، وتشتكي سوء الحال والدَّين المتراكم عليها، وتقول إنها لا تريد شيئًا سوى ما تأكله، ودكانة صغيرة تعيلها، مع كتابة تعليق على الفيديو "استغاثة إحدى السّيدات الفلسطينيّات في غزّة من الجوع وعدم وجود طعام".

وقد أعيد نشر الفيديو عربيًّا عدة مرات، مع تعليقات مختلفة تدعو لنجدة أهل غزّة.

التَّحقُّق:

شاهد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الفيديو كاملًا، وبعد سماع لهجة السيّدة المسنّة، أثارت لديه الشكوك حول انتمائها لقطاع غزّة، فقرّر أن يتحقّق من صحّته بعد أخذ لقطة شاشة للفيديو وتحميلها عبر خاصّية البحث العكسي للصور Google Image Reverse ليجد أن مقطع الفيديو ومدّته 53 ثانية، هو لسيّدة سورية، قام الإعلامي محمد نور الباشا، كما هو مذكور على صفحته، بتصويرها ونشرها عبر حسابه على تيك توك.

الإعلامي المذكور، أرفق بالصّورة تعليقًا ينصّ على أنّ "الخالة الفوزية تعاني من مشاكل إنسانيّة صعبة جُهّز لها مشروع تعيش منه بتكاليف 1000$ من يبادر بالتأمين الكافي حتى يكون لها باب رزق تعيش منه"، وانهالت التعليقات على صفحته ليبادروا بتقديم يد العون والمساعدة لها، فمنهم من سأله عن مكانها وكيف يصلون إليها، ليتبيّن أنها من إدلب، وأن الفيديو نُشر بتاريخ 19 شباط 2023.

كما لاحظ مرصد (أكيد) أن الفيديو مختوم بشعار فريق الاستجابة الطارئة. وبعد البحث تبيّن أنّ الفريق يعرّف عن نفسه على انه منظّمة إنسانية هدفها الأساسي تقديم المساعدة والدّعم للأشخاص المتضرّرين من النّزاع في شمال سوريا.

ويشير مرصد (أكيد) إلى أن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها شعب غزّة على أيدي الاحتلال الصهيوني هي كارثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وبالتالي فإن بعض المحاولات لاستثمار فيديو  أو بوست لا علاقة له بغزّة، لا يضيف إليها شيئًا، حتى وإن حسُنت النوايا.