السعي وراء المشاهدات.. أوقع وسائل إعلامية في المشاركة بنشر معلومات غير دقيقة

السعي وراء المشاهدات.. أوقع وسائل إعلامية في المشاركة بنشر معلومات غير دقيقة

  • 2024-08-04
  • 12

عمّان 25 حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي- بثت قناة تلفزيونية حلقة حوارية بعنوان: "ماذا حدث في موسم الحج"، وخلال الحلقة تم التواصل مع الناطق الإعلامي لوزارة الأوقاف لمعرفة كيف تعاملت الوزارة مع الأزمة التي حصلت للحجاج الأردنيّين وأدت إلى وفيات وإصابات ومفقودين.[1]

وفي سياق الحديث، ذكر الناطق الإعلامي كيف جرى استغلال الحاجة الروحانية للمواطن الأردني لأداء فريضة الحج، حيث غُرّر بهم، وأوهموا بأنهم يستطيعون أداء فريضة الحج من خلال تأشيرات العمرة والزيارة، مع العلم أن وزارة الأوقاف حذّرت من هذه التأشيرات، وأكدت أنها لا تخول صاحبها أداء فريضة الحج.

وأضاف الناطق الإعلامي أن استغلال الحاجة الروحانية للمواطن الأردني ذكّرته بقصة حدثت في أحد مساجد عمّان الرئيسة، وهي لثلاثة أبناء جاؤوا بجثمان أبيهم للجامع، وقال لهم الشيخ إنه لا يجوز الصلاة عليه حتى يقوموا بسداد دينه، وأدى إعلان الأبناء عن عدم قدرتهم على سداد الدين إلى تعاطف المصلين، وجمعوا لهم مبلغ الدّيْن، وتبين بعدها أن الأبناء احتالوا على المصلّين، وأخذوا المال، وهربوا، وتركوا نعشًا تبين أنه فارغ.

اجتزأت صفحات وسيلة الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي قصة الأبناء، ونشرت المقطع بعنوان: "نعش فارغ... تفاصيل مثيرة لعملية احتيال ثلاثة شبان على مصلّين في عمان"، وهو ما نطوى على عدد من المخالفات: [2]

أولًا: اسهمت هذه الصفحات بزيادة نشر معلومة دينية خاطئة، وهي عدم جواز الصلاة على الميت إذا كان عليه دين، حيث تواصل (أكيد) مع دائرة الإفتاء العام للاستفسار عن هذه المعلومة، فأكدت دائرة الإفتاء العام بالفتوى رقم (308906) أن "مسألة عدم الصلاة على من مات وعليه دين، هي من المسائل المنسوخة في التشريع، فما استقر عليه العمل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي دين المدين، وكان يُصلّي عليه، وحتى مع قيام الحكم الأول قبل النسخ، لم تُترك الصلاة على الميت، بل كان النبي عليه السلام يأمر أصحابه بالصلاة على الميت، ويترك هو الصلاة؛ ليحرّض الناس على قضاء الديون وعدم الاستهانة بها".

ثانيًا: إعادة نشر المقطع أدى إلى تشويش المتلقين وإيهامهم بأن القصة حديثة، ما دفع وسائل إعلام أخرى إلى تناقل القصّة بشكل كبير وكأنها قصة حديثة فعلًا، مع العلم أن راوي القصة لم يحدّد تاريخ حدوثها.[3] [4]

ثالثًا: اعتبر المتلقون هذه القصة استخفافًا بعقولهم، واتّضح ذلك من خلال تعليقاتهم على مقطع الفيديو المجتزأ من المقابلة، والتي أكدوا فيها أن المعلومة المذكورة خاطئة، وقال بعض المعلقين إن هذه القصة من عمل درامي قديم، وأن الهدف منها هو رفع حجم المشاهدات.

رابعًا: لم تدفع كمية التعليقات الغاضبة الوسيلة الإعلامية إلى العودة لوزارة الأوقاف للتأكد من الواقعة التي ذكرها الناطق الإعلامي باسم الوزارة، وممّا إذا أجرت وزارة الأوقاف تحقيقًا حولها، وهل نال المحتالون جزاءهم القانوني؟

خامسًا: لم تعمد وسيلة الإعلام أو أي وسيلة أخرى نشرت الواقعة، للتواصل مع دائرة الإفتاء العام لتُبيّن حكم الصلاة على الميت المدين، خاصةً أن نشر الواقعة شكّل حالة من اللغط والتشويش لدى الجمهور بشأن حكم الصلاة على الميت المدين.