الصور المتداولة لأطفال ينامون على الوحل هي صور معدَّلة بالذكاء الاصطناعي وغير حقيقية (تحقَّق)

الصور المتداولة لأطفال ينامون على الوحل هي صور معدَّلة بالذكاء الاصطناعي وغير حقيقية (تحقَّق)

  • 2024-02-01
  • 12

 

 


 

عمّان 1 شباط (أكيد)– شرين الصّغير

تحقَّق: محتوى زائف

القصَّة:

غزت مواقع التواصل الاجتماعي، واتساب وفيسبوك، صورًا لأطفال ينامون على أرض مليئة بالطّين ومغمورة بمياه الأمطار ولا شيء يُدفئهم من برد الشتاء داخل خيمة بالية، ويدّعون أنها صور لأطفال غزّة الذين أنهكتهم الحرب، واعتقد عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنها صور حقيقية، بالنظر إلى حجم الدّمار الذي أحدثته الحرب على قطاع غزّة، ونزوح وتشريد معظم الغزّيين خارج مناطق سكناهم، واضطرار أعداد كبيرة من أهل غزّة إلى العيش في خيام من البلاستيك وبعض المواد الأخرى تحت المطر والبرد.

في هذه الأجواء والمناخات، ظهرت الصور المشار إليها: فهناك صورة يظهر فيها صبيّان، وتظهر في الثانية فتاتان، وكلتا الصّورتين متشابهتان من حيث النّوم على أرض مغمورة بالمياه دون "فرشة ولا غطاء"، بثياب مبتلة ومتسخة بالطين.

التحقُّق:

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن الصور المنتشرة بشكل واسع هي محل شك، وكان  هذا هو الدافع وراء التّحقق منها، فلو أمعنّا النظر فيها، وعملنا على تكبير الصورة، لوجدنا أنها صور مولّدة بالذّكاء الاصطناعي، حيث نلاحظ:

  1. تشوّهات في اليدين: ففي صورة الصّبيين نرى كما لو أن الأصابع متشابكة، ولكن بطريقة غير منطقية، كما نلاحظ اندماج الأصابع بصورة مشوّهة، حيث أخفت تفاصيلها، وأصابع القدمين بها أربعة أصابع. كما أن ركبة الطفل على يسار الصورة تبدو مندمجة مع ركبته الثانية ومشوّهة، أما في صورة الفتاتين، فنلاحظ أن اليدين والقدمين كأنهما قطعة بلاستيك، والأصابع في يد الطفلة الثانية غير واضحة.
  2. عدم وضوح تفاصيل الصّورة التي تظهر بشكل مشوّه، وخاصة في الخلفية، فالأغطية خلف الصّبيين والغطاء الذي يمسكان به غير واضحي المعالم.
  3. يلاحظ أن أنوف الصّبيين  وآذان البنتين تظهر بشكل غير طبيعي، حيث نرى تعرجات كثيرة بها.
  4.  الإضاءة التي في الخلف براقة بطريقة غير طبيعية، وتبدو بشرة الأطفال مثالية وناعمة ولامعة، وخالية من النّدوب أو علامات التهيج.
  5. يوجد تشابه كبير بين وجوه الصّبيين وكذا بين البنتين، وهذا من عيوب الذّكاء الاصطناعي.
  6. يوجد تداخل في الاسم والأحرف وعدم وضوح على زجاجة الماء البلاستيكية أسفل قدم الطفلة.