عمان 27 تموز (أكيد)- سوسن أبو السُندس- من كان يظن أنّ الملاكمة التي أُعلِن عنها بين رائدي التكنولوجيا مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك ستكون افتراضية وليست على أرض الواقع.
حدث ذلك بعد أن أعلن زوكربيرغ إطلاق منصة ثريدز كمنصة منافسة لمنصة تويتر، وبادئًا مباراته بالقول: "لنفعل هذا، أهلًا بكم في ثريدز". بهذه العبارة، أعلن رسميًا عن انطلاق منصة ثريدز التي تعتمد على قاعدة مستخدمي إنستغرام [1]، إذ تضمّ أكثر من 2.35 مليار مستخدم نشط شهريًا حول العالم.
لم يتأخر الرد كثيرًا إلى أن نشر إيلون ماسك، مالك منصة تويتر صورة لمبنى تويتر معروض عليه حرف X بإضاءة بيضاء، معلنًا تحول منصّته رسميًا إلى منصّة X، وهذا ما يسمى في عالم التسويق إعادة العلامة التجارية، وهي استراتيجية تسويقيّة فعّالة تضمن تطوير أو تغيير اسم المنظمة لشعارها أو ألوانها أو الأجزاء الهيكلية الأخرى، من أجل إنشاء هوية تجاريّة جديدة ومتميّزة ومنافسة، والسّماح بتكوين تصورات جديدة في أذهان المستهلكين والمستثمرين والمنافسين والموظّفين.
وعلى ذلك، أعلنت ليندا ياكارينو، مديرة تويتر، في مجموعة من التغريدات، أن منصة X ستكون قائمة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعيّ، وستكون منصّة للمحتوى المصوّر والمسموع، وستقدم كذلك الخدمات المالية والبنكية، إلى جانب إتاحتها متجرًا إلكترونيًا للأفكار والمنتجات والخدمات. وجرى التمهيد لذلك عن طريق تحوّل الشعار الشهير "العصفور الأزرق" إلى علامة X.
تحوّلات رقمية سريعة دفعت مرصد مصداقيّة الإعلام الأردنيّ (أكيد) إلى التساؤل حول جاهزية الصّحفيّين والإعلاميّين للتعامل مع هذه المتغيرات. لذلك تتبّع (أكيد) الطرق التي انتهجتها وسائل الإعلام المحليّة في التّعامل مع منصّة ثريدز، ووجد (أكيد) أن معظم وسائل الإعلام بادرت إلى مخاطبة المتابعين لها عبر ثريدز، وعلى سبيل المثال حصلت قناة المملكة على ما يقارب 128 ألف متابع لها. وكان المنشور الأول لها مُرحبًا بـالمتابعين، ونشرت القناة مجموعة من المعلومات عن التّطبيق الجديد معتمدة على موادّ أعدّتها حوله وقارنته مع منافسه.
أما قناة رؤيا الفضائية، فقد بادرت بسؤال المتابعين عن الطريقة التي يرغبون بها في الحصول على الأخبار عبر ثريدز، وحققت عددًا من المتابعين يقارب 177 ألف متابع.
كذلك كان الحال في المواقع الإخبارية، فقد بدأ موقع عمون الإخباري بإلقاء التّحية على المتابعين، معلنًا البدء باستخدام التطبيق، ومحققًا ما يقارب 13 ألف متابع.
يوصي (أكيد) الصّحفيّين والإعلاميّين ووسائل الإعلام باستحداث طرق جذّابة في النشر عبر ثريدز، وذلك لأن التّطبيق استهدف جمهور إنستغرام الذي يهتم بالصّور ومقاطع الفيديو ويتفاعل معها، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى تجاوب جمهور إنستغرام مع النصوص المكتوبة التي تُصنّف على أنها أكثر جديّة في الطّرح.
ما يميز حُقبة الإعلام الرقْمي هو سرعة التفاعل مع الجمهور الذي يتفاعل بإيجابية مع الموادّ التي تنال إعجابه، أما الموادّ التي لا تناسب ذائقته، فهي معرضّة للنبذ، وبالتالي تخرج من السباق. لذلك لا بد من تطوير المهارات واستخدام الأدوات المتاحة في التّطبيقات الجديدة ومعرفة خصائصها على أكمل وجه، وحين بدأت منصّة تويتر في العمل أصبح تناقل الأخبار يتمّ بشكل أسرع وأسهل، وذلك من خلال ما توفره منصّة تويتر من أدوات، مثل إعادة التّغريد، وسرعة اكتشاف أكثر المواضيع تداولًا عبر وسوم الهاشتاغ #.
أما بالنسبة لأدوات ثريدز، فهي ضاعفت من الحد المسموح في النشر ليصل إلى 500 حرف، فيما يبلغ عدد الأحرف المسموح به لمستخدمي تويتر 280 حرفًا كحد أقصى، وهذا يتيح انتشارًا أكبر للمواد المكتوبة، عدا عن مقاطع الفيديو، إذ يسمح ثريدز بتحميل فيديو لمدة خمس دقائق، بالإضافة إلى قابلية إعادة النشر تلقائيًا عبر خاصية "الستوري" في إنستغرام.
إلا أن الحديث فقط عن قوة الإعلام الرقمي في العصر الذي بدأت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن مهارات الذّكاء الاصطناعي، هو شكل من التأخر، لذلك لا بدّ للصّحفيين من تطوير مهاراتهم والاستعداد لمعطيات المرحلة القادمة، إما عن طريق تلقي دورات تدريبية أو من خلال التعليم الذاتي إن أمكن ذلك، ومعرفة أفضل التّقنيّات، وفهم آلية عمل الخوارزميات التي تقوم على تحليل البيانات، واتّخاذ القرارات، وتنفيذ المهام بشكل مستقلّ وذاتيّ.
ويؤكد (أكيد) على أن التجربة في الأيام المقبلة هي خير برهان، وربما تكون هذه المنصّات فرصة مهمة لانتشار الموادّ الإعلاميّة بشكل أكبر وأسرع، وقد تكون فرصة أخرى لإعادة النظر في المحتوى المنشور، واستحداث أساليب جديدة، والاستثمار في التّقنيات الحديثة، إذ إنّ من المهم معرفة أنّ وسيلة الإعلام التي لا تتناغم مع التقنيات وتستغلّها لتطوّر أدواتها، تحكم على نفسها بالموت البطيء.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني