عمّان 17 شباط (أكيد)- عُلا القارصلي- يُعد الشباب اليوم القوة المحركة للاتصال الإلكتروني العالمي، إذ تشير الأرقام إلى أن عام 2023 سجّل أن ما نسبته 79 بالمئة ممن تندرج أعمارهم ضمن فئة (15-24) سنة، قد استخدموا منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة ببقية سكان العالم الذين استخدموا الإنترنت بنسبة 65 بالمئة.

كذلك، فإن 70 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 18 سنة، رأوا محتوى غير لائق أثناء تصفحهم الإنترنت، وتعرض 7 من أصل 10 شباب للإساءة والتنمّر عبر الإنترنت، هذه الأرقام تشير إلى ضرورة الاهتمام باليوم العالمي للإنترنت الآمن. ^{[1] [2]}

تُنظّم اليومَ العالمي للإنترنت الآمن شبكةُ Insafe/INHOPE بدعم من المفوضية الأوروبية، وتشمل فعالياته حملات توعية، وورش عمل، ونقاشات حول الأمان الرقمي، ومكافحة التنمّر الإلكتروني، وحماية الخصوصية على الإنترنت. ومنذ عام 2004، يُحتفل بهذه المناسبة سنويًا في الثلاثاء الثاني من شهر شباط، واحتفل العالم به هذا العام في 11 شباط. ويُذكر أن الاهتمام بهذا اليوم قد توسّع على مر السنين، حيث أصبح يشمل 180 دولة. ^[3]

 بدأ الأردن الاحتفال باليوم العالمي للإنترنت الآمن رسميًا منذ عام 2008، وذلك ضمن جهود تعزيز الأمان الرقمي وحماية الأطفال والشباب من المخاطر الإلكترونية. ولأن هذا اليوم يُعدّ فرصة لزيادة الوعي بالسلامة الرقمية، استخدمت وسائل إعلام محلية هذه المناسبة لتسليط الضوء على أهمية السلامة والوعي الرقمي، من خلال نقل أنشطة مؤسسات المجتمع المدني بهذه المناسبة.

فقد نقلت وسائل إعلامية البيان الصادر عن مؤسسة إنقاذ الطفل في الأردن، وأجرت مقابلات مع مديرة المناصرة والإعلام في المؤسسة، الصحفية نادين النمري، للتعرّف على الإنترنت الآمن، وهو بقاء المعلومات الشخصية تحت إشراف الشخص، والمحافظة عليها من عمليات السرقة أو القرصنة، ومناقشة ضرورة تحديث التشريعات الوطنية لتواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، لضمان بيئة إلكترونية محمية وخالية من التهديدات الرقمية. ^{[4] [5]}

كما نقلت وسائل إعلامية المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تمكين المجتمع في مجال الأمن السيبراني، مثل المبادرة التي أطلقها المركز الأردني للتصميم والتطوير "جودبي"، بالتعاون مع شركة "Data Space" غير الربحية، وشركة "Green Circle" مبادرة "Cyber Start" التفاعلية في مجال الأمن السيبراني والمهارات الرقمية، ومبادرات مركز زها الثقافي في فروعه المنتشرة بمختلف محافظات المملكة لتعزيز التوعية الرقمية. ^{[6] [7]}

ونشر البنك المركزي عبر صفحته في فيسبوك نصائح لإنترنت أكثر أمانًا، مثل استخدام كلمات مرور قوية، وتجنب النقر على الروابط غير الموثوقة، وتحاشي استخدام شبكات الإنترنت العامة غير الآمنة. وأعدت قناة المملكة إعلان خدمة عامة عرضته على محطتها التلفزيونية يتضمن هذه النصائح. ^[8]

الجدير بالذكر أن اليونسف سلّطت الضوء على المعتقدات غير الصحيحة التي نمت وازدهرت في السنوات الأخيرة حول تأثير التقنيات الرقمية على حياة الأطفال، وهي:

• المزيد من الوصول إلى الإنترنت للأطفال لا يمكن إلا أن يعززهم ويفيد مجتمعاتهم، مفهوم خاطئ نظرًا لقلة تنظيم البيئات الرقمية، ولأن زيادة الاتصال بالإنترنت يسهل انتشار المحتوى الخطير.
• ممارسة ألعاب الفيديو تضر بنمو الأطفال ورفاههم، مفهوم خاطئ لأن الألعاب تسهم في دعم رفاه الأطفال، وتؤثر بشكل إيجابي على شعور الأطفال بالاستقلالية والكفاءة، لكن يجب تصميمها بشكل يضع احتياجاتهم في الاعتبار.
• معظم حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت يرتكبها غرباء، مفهوم خاطئ أيضًا لأنه غالبًا ما يرتكب أشكال الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت شخص يعرفه الطفل.
• العنف عبر الإنترنت يختلف تمامًا عن أشكال العنف الأخرى، مفهوم خاطئ لأن تجارب الأطفال مع العنف في الفضاءات الرقمية غالبًا ما ترتبط بالعنف في سياقات أخرى. ^[9]