عمّان 14 تشرين الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- التحيّز الفجّ لدى قسم كبير من وسائل الإعلام الغربية لصالح سردية الاحتلال في حروبه على الفلسطينيّين أصبح مفضوحًا بشكل كبير، لا سيما خلال حربه الجارية على قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. بهذا الخصوص، أوضح تقريرٌ بياني نُشر على موقع ذا انترسيبت مقدار التباين في تغطية وسائل الإعلام الأمريكية وتورطها في انتهاكات معايير صحفية بالجملة. التقرير كشف بلغة الأرقام كيف يتحيّز الإعلام الغربي لصالح إسرائيل بشكل كبير. [1]
ورغم هذا تستمرّ وسائل إعلامية عربية ومحلية نقل مواد إخبارية من المواقع الغربية دون التحقّق منها، ودون النظر إلى الدافع وراء نشر بعض الأخبار، فتقع الوسائل الناقلة في خطأ مهني وأخلاقي يؤثر في توجيه الرأي العام تجاه قضايا حسّاسة دون إدراك الوسيلة نفسها، وهذا ما حصل في قضية "انسحاب قطر من الوساطة بين حماس وإسرائيل".
بدأت وسائل عربية ومحلية بنقل أخبار عن رويترز، وفرانس برس تشير إلى انسحاب قطر من جهود الوساطة بشأن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزّة، وكذلك طلب قطر من قادة حماس مغادرة الدوحة، وإغلاق مكتبهم فيها بدعوى أن وجود المكتب في العاصمة القطرية لم يعد له مبرر، ونسبت الوسائل الغربية المعلومات إلى مسؤول فضّل عدم الكشف عن هويته.
هذه الأخبار تسبّبت في تعرض قطر إلى خطاب كراهية كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت التحليلات عن سبب انسحاب قطر من جهود الوساطة، ولماذا انسحبت في هذا الوقت تحديدًا بعد مرور 400 يوم من الحرب على غزّة، وربط محلّلون هذا القرار بفوز دونالد ترامب وبالضغوط الدولية والإقليمية التي تتعرض لها الدوحة، وبدأت التكهنات حول البلد الذي سينتق إليه مكتب حماس.
وزارة الخارجية القطرية أكّدت أن الأنباء المتداولة عن انسحاب قطر من الوساطة "غير دقيقة"، وأن قطر أبلغت الأطراف بعد المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتّفاق، أنها ستعلّق جهودها في الوساطة حتى تتوافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيّين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع. كذلك، نفت حماس ما جرى ترويجه بأنه لم يعد مرغوب بها في الدوحة، وبالرغم من كل تلك التأكيدات والتوضيحات، استمرّت التحليلات والتكهنات، واستمر خطاب الكراهية ضد قطر.
يدعو مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام المحلية إلى تحرّي الدّقة عند نقل أي معلومة عن وسائل الإعلام الغربية، لا سيما الأخبار المنقولة عن مصادر مجهّلة، فالمصادر المجهّلة عيوبها أكثر من مزاياها، والمواد التي تستند إلى مصادر مجهّلة قد تكون بمثابة "عبوات صحفية ناسفة" تنفجر بشكل غير متوقع، وتضر بوسائل الإعلام الناقلة ومصداقيتها.
ويؤكد (أكيد) على أن المواد التي تستند إلى مصدر مجهول الهوية، تتطلب إشرافًا خاصًا، ومعالجة دقيقة قد تؤدي إلى إبطاء النشر، وربما التضحية بالسبق الصحفي مقابل صون المصداقية، أ وعدم خدشها، وبخاصة أن من عيوب المصادر المجهّلة، أنه قد يكون لها دوافع ذاتية متحيّزة يصعب توقّعها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني