آراء شخصية بقالب إخباري تروّج لقوائم انتخابية

آراء شخصية بقالب إخباري تروّج لقوائم انتخابية

  • 2024-08-04
  • 12

عمان 25 تموز (أكيد)- نشرت وسيلة إعلام محلية تقريرا موسعًا تناول المشهد الانتخابي في محافظة مادبا وفرص القوائم المحلية التي أعلنت نيتها الترشح للانتخابات النيابية المقبلة في نيل ثقة الناخبين على مستوى المحافظة، وبالتالي الفوز بمقعد نيابي أو أكثر.[1]

يتّضح من النظرة الأولى لعنوان التقرير: "مادبا: قائمتا (مادبا وذيبان) الأقوى حظًا، و(العهد) الأضعف، و(الحيصة) يطبخ قائمته على نار هادئة، والأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت .."، يتضح أن الوسيلة الإعلامية روّجت لقوائم بعينها بإطلاقها أحكامًا مسبقة بوصفها قائمتين بالأقوى، دون أن تستند إلى أسس أو معايير موضوعية.

لم تقف الحكاية عند الترويج، بل زادت على ذلك بوصف إحدى القوائم بالأضعف، متجاهلة المعايير المهنية للصحافة: "الحياد والتوازن والموضوعية"، ما يمكن أن يوثّر سلبًا على توجهات الناخبين بفعل تأثير الإعلام عليهم.

بمتابعة التقرير تبيّن لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن معدّ التقرير أسهب في سرد بعض التفاصيل لإثبات فرضياته، حيث لم يكتف بتقييم عام للقوائم، بل انخرط في عملية محاججة لإثبات دقة "توقعاته، من خلال عرض أسماء المترشحين في القوائم المعلنة، والحديث عن نفوذهم الاجتماعي أو العشائري أو السياسي، وانعكاس ذلك على فرص القوائم بالفوز.

إن هذا النمط من التغطيات لا ينتمي للنوع الصحفي المعروف بالتقارير الإخبارية لأنه مجرّد آراء شخصية تعبر عن رأي المحرر، ولذا كان الأجدى له أن ينشر مادته تحت عنوان "مقال"، لأن المقال يعبر بالتعريف عن رأي صاحبه، لا أن يمرّر مادته في ثوب تقرير إخباري يخلّ بمعيار الفصل بين الخبر والرأي الشخصي، وهو ما يلحق أذى بمصداقية وسائل الإعلام أمام الجمهور.

كذلك، فإن هذا النمط من التغطيات في زمن المعركة الانتخابية، يعد شكلًا من أشكال الدعاية الانتخابية التي هي وظيفة الإعلان الانتخابي الذي يقول ما يشاء، لكن معايير (أكيد) وميثاق الشرف الصحفي يشدّدان على وجوب الفصل ما بين الخبر والرأي الشخصي، وما بين الخبر والإعلان.

ومع تزايد نشاط هذا النوع من التغطيات في موسم الانتخابات، يدعو مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير المهنية للصحافة لاستعادة وتعزيز ثقة الجمهور بها.