أربعة أيام من الصمت الإعلامي في أزمة المناهج أشعلت فتيل الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي

أربعة أيام من الصمت الإعلامي في أزمة المناهج أشعلت فتيل الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي

  • 2024-09-25
  • 12

عمّان 22 أيلول (أكيد)- سوسن أبو السُّندس_ تحوّلت قضية المناهج التعليمية إلى موضوع نقاش مجتمعي واسع النطاق بعد تداول صورة للفنانة سميرة توفيق ضمن أحد الكتب المدرسية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقد تباينت الآراء حول هذه المسألة بين مؤيد لوجود الصور ضمن المنهاج بوصفها جزءًا من التعليم الثقافي، وبين معارض يعتبر ذلك خروجًا على الأطر التربوية التقليدية، في ما ظهر موضوع "المناهج الجديدة" كأحد المواضيع الرائجة والأكثر تداولًا، في قائمة الاتجاهات (Trends)  على منصة إكس.

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) غياب التغطية الإعلامية المهنية الشاملة لقضية المناهج التعليمية، حيث اكتفت الوسائل الإعلامية بمعالجة الموضوع بشكل تقليدي، عبر عرض تفاصيل النقاش الدائر على منصات التواصل الاجتماعي على مدار أربعة أيام، بدءًا من يوم الأربعاء وحتى يوم السبت (18-21 ايلول)، رغم أن القضية تتعلق بقطاع حيوي كالتعليم وتمسّ جوانب الهوية الثقافية، إلا أن وسائل الإعلام المحلية لم تبادر إلى قيادة الحوار، وفي ظل هذا الفراغ الإعلامي، تولّت وسائل التواصل الاجتماعي زمام النقاش، ما أدى إلى تفاقم الجدل وزيادة حدة النقاش حول الموضوع.

تحتاج وسائل الإعلام في هذا المقام  إلى تجاوز تقديم النقاشات على عجل، لتوسيع نطاق التحليل ليشمل الآراء المتنوعة  عبر الاستعانة بخبراء ومتخصصين في المجالات المعنية، فهذا من شأنه أن يضمن تقديم رؤى قائمة على أسس علمية ومعرفية.

كما يجب على الإعلام أن يحتفظ بدوره كوسيط محايد، متجنبًا التحيز لأي جهة، وأن يركز على تسليط الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالقضايا المطروحة، وأن يقدم مقترحات واقعية تسهم في تهدئة النقاشات وتقليل الانقسامات.

ومن المهم أيضًا التأكيد على الموضوعية والنزاهة في عرض الحوارات واحترام تعددية الآراء وتوازنها، بما يمكّن الجمهور من تحقيق فهم أعمق للقضايا وتشكيل مواقف مستنيرة بناءً على الحقائق وبمعزل عن التأثيرات العاطفية.

والجدير بالإشارة إلى أن إحدى المشكلات التي برزت بوضوح في هذا الجدل، هي غياب التحقّق الصحفي مما يتم تداوله، إذ لم تبادر وسائل الإعلام إلى إجراء تحقيقات موسعة حول الصورة المرفقة أو حول سياسة إدراج الصور الفنية في المناهج، ما أدى إلى انتشار إشاعات ومعلومات غير دقيقة حول التعديلات في المناهج. وتكمن قيمة الحضور الإعلامي نقاشات كهذه، في تقديم إطار موضوعي للقضية يركز على الأهداف التعليمية وراء هذه الصور، إلا أن هذا لم يحدث، ما أسهم في انحراف النقاش عن مساره الطبيعي.

 وفي سياق آخر، أسهم غياب التوضيح الرسمي في دحرجة كرة الثلج، حيث استمرت منصات التواصل الاجتماعي في جمع الصور من مختلف المناهج وتداولها بشكل مكثف، ما أدى إلى تضخيم النقاش بشكل ملحوظ، ومع استمرار الصمت الرسمي حتى  مساء السبت، كان  النقاش قد اتّسع وأخذ أبعادًا أوسع ليصبح قضية رأي عام.

ومع تصاعد الجدل، تعرضت الشخصيات الفنية التي ظهرت صورها في المناهج، وخاصة الفنانة سميرة توفيق، لهجمات وخطاب كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يشير إلى مدى تأثير حوارات منصات التواصل الاجتماعي على تشكيل الرأي العام.