ارتفاع درجات الحرارة تُهدد الدواجن... غياب الإعلام عن الحدث وعدم وجود خطط مستقبلية لمواجهة التغير المناخي

ارتفاع درجات الحرارة تُهدد الدواجن... غياب الإعلام عن الحدث وعدم وجود خطط مستقبلية لمواجهة التغير المناخي

  • 2024-08-04
  • 12

عمّان 9حزيران (أكيد)-سوسن أبو السّندس- من المهم أن تتبنى وسائل الإعلام المحلية نهجًا شاملًا عند تغطية الأخبار ذات العلاقة بالأمن الغذائي، لما له من دور مهم في تعزيز الفهم العام، ودعم جهود مواجهة التحديات البيئية.

يشير مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى ذلك بمناسبة تصريحات وزير الزراعة المتعلقة بنفوق أعداد كبيرة من الدجاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة. فقد اكتفت وسائل الإعلام المحلية بنقل تلك التصريحات دون الالتفات إلى بعض الجوانب الحيوية التي يمكن أن تسهم في توعية المزارعين، وتحسّن من استعدادهم لمجابهة موجات ارتفاع درجات الحرارة إذا ما تكرّرت.

تتبع مرصد (أكيد) تغطيات بعض وسائل الإعلام المحلية لحدث نفوق الدجاج، فوجد أن الخبر جاء في إطار مؤتمر صحفي لوزير الزراعة تناول فيه سبب نقص الدواجن من الأسواق، وأشار إلى أن النقص ناجم عن تغيرات الطقس، وليس بسبب تصدير الدواجن.

وعلى ذلك، نقلت وسائل الإعلام الخبر، وجرى نفي إشاعة التصدير، وتوقف الإعلام عند هذا الحد دون النظر إلى الحدث الأهم المتمثّل بالخطر البيئي المتكرر وآثاره الكبيرة على نفوق الدواجن. فقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى الإجراءات والتدابير المتّبعة للحد من الخسائر، مثل توفير المبردات، وتحسين أنظمة التهوية في المزارع، فيما نقلت بعض الصّحف ردود فعل المواطنين والمزارعين المتضررين. [1]

يدعو (أكيد) إلى ضرورة تغطية قضية نفوق الدواجن بشكل مفصّل، مع التركيز على القضايا التالية:

أولًا: التطرّق إلى حاجة المزارعين للدعم الفني والتدريب المستمر لمواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ، إذ إنه من المهم التركيز بشكل كافٍ على أهمية اكساب المزارعين المعرفة بالممارسات الزراعية المستدامة التي تسهم في تقليل تأثيرات التغير المناخي على الزراعة، خصوصًا أن بعض المزارعين أشاروا في أحد التقارير إلى أن الإجراءات الاحترازية كافة التي يتّخذونها من أجل حماية الدواجن من التغيرات المناخية باءت بالفشل، لافتين إلى أن المشكلة مستمرة.

ثانيًا: لا بد من مناقشة أهمية وضع خطط وقائية طويلة الأمد لتجنب تكرار هذا النمط من الحوادث في المستقبل، بما يمكّن المزارعين من تبني إجراءات وقائية أكثر فاعلية، ويمكّن الحكومة من تبني سياسات طويلة الأمد لتجنب الخسائر المستقبلية.

ثالثًا: انجاز تقارير إعلامية تستند إلى دراسات علمية وأبحاث متخصصة تشرح بالتفصيل تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الثروة الحيوانية، والطرق المثلى للتعامل مع هذه الظروف.

ولعله من الملاحظ أن درجات الحرارة في الأسبوع الأول من شهر حزيران تفوق المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من السنة، وعادةً ما يكون متوسط درجة الحرارة في عمّان، مثلًا، خلال شهر حزيران حوالي 31 درجة مئوية، إلا أن درجات الحرارة ارتفعت إلى 38 درجة مئوية، الأمر الذي شكّل تحديًا كبيرًا للمزارعين. [2]

رابعًا: الإشارة إلى الآثار الصحيّة الأخرى التي قد تتعرض لها الدواجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتأثير الاقتصادي على السوق المحلي بشكل عام، وعلى مزارع الدواجن الصغيرة بشكل خاص.