عمّان27 أيلول (أكيد)- وسائل إعلام محلية نشرت خبرًا حول عقوبة شخص قتل والده بإحدى مناطق المملكة بعناوين مثل: "الإعدام شنقا حتى الموت لقاتل والده في الرويشد"، و"ما هي عقوبة من قتل والده ودفن جثته في الرويشد؟/ فيديو". [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7]
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع الأخبار المنشورة، وأخضعها لمعاييره في تقييم المحتوى الإخباري، فوجد أنها ينطوي على مخالفات مهنية. فقد حاولت عناوين تلك الأخبار، جذب الجمهور باستخدام عنصر التشويق ولغة الإثارة بالحديث عن عقوبة مرتكب الجريمة كما لو أنها صدرت ونٌفذت، مبتعدةً عن السياق الخبري الصحيح، والذي يتحدث عن وقوع الجريمة في أضيق الحدود، خصوصًا أنها جريمة أسرية، وعلى الصحفيّين الالتزام بأن تكون عناوين أخبارهم معبرة بدقة وأمانة عن محتواها.
نسبت الأخبار الحكم الذي أصدرته وأعلنت عنه لأحد الصحفيّين على الرغم من أن القضية ما زالت في طور التحقيق، والصحفي في هذه الحالة لا يعدّ مصدرًا قضائيًا للمعلومات، والصحفيون مطالبون بمساندة عدالة القضاء وتأكيد سيادة القانون بعدم نشر معلومات تحقيقية تظهر تحيزهم لجانب على آخر، أو قضية على أخرى من القضايا التي لم يصدر فيها حكم قضائي أو تلك التي يمكن التأثير من خلالها على سير العدالة بتوجيه الرأي العام في اتجاه معين.
وبالعودة إلى البيان الأمني الصادر عن مديرية الأمن العام حول الجريمة، والذي نشرته وسائل إعلام عدة، وفي مقدمتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، هذه الوسائل التزمت بما جاء في البيان ونقلته كما هو، ولم تورد أي معلومة عن تكييف الجريمة أو عقوبتها، وذكرت بإن "بلاغًا ورد للبحث الجنائي وللمركز الأمني في لواء الرويشد بتغيّب أحد الأشخاص وإلقاء القبض على الجاني ومباشرة التحقيقات". [8] [9] [10] [11] [12]
رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية والتأكد من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها ووسائل الإعلام التي نقلت الخبر جانبت الصواب بعدم تأكدها من صحة المعلومات التي أوردها الصحفي بسؤال الخبراء القانونيين والجهات المعنية. وبالعودة للفيديو ومدته (1.18) لم يأت الصحفي على ذكر القانون الذي اشتق منه الحكم. ومن المعلوم أن لكل قضية ملابسات تحدّد نوع الجريمة وعقوبتها ولا يجوز إطلاق الأحكام وتعميمها قبل صدورها عن القضاء.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يدعو الصحفيّين لتحري الدقة والتحقق من المعلومات عند تناول هذا النوع من الأخبار، وعدم الانجرار خلف الأخبار العاجلة على حساب المضمون حتى لا يتسبب ذلك بتشويش المتلقين.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني