دعاية انتخابية لمرشح حزبي بقالب إخباري

دعاية انتخابية لمرشح حزبي بقالب إخباري

  • 2024-08-24
  • 12

عمّان 20 آب (أكيد)-  نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا عن مرشح أحد الأحزاب للانتخابات النيابية بعنوان: "الجرّاح.. المرشح الطبيب الذي حفظ ألفية ابن مالك وعلم الفريضة (المواريث) ولم يتجاوز عمره 13 عامًا".[1]

تناول عنوان الخبر في 16 كلمة مناقب المرشح الحزبي وصفاته وكأنه يسرد قصة خبرية لطالبٍ حقّق إنجازًا أكاديميًا يجب أن يعلم به العامة ويثنوا عليه، متناسيًا أن العنوان يجب أن يكون معبرًا بدقة وأمانة عن محتوى المادة الصحفية بحسب ميثاق الشرف الصحفي.

تعطي المقدمة، انطباعًا للقارئ أن الخبر هو بمثابة بيان انتخابي يتحدث عن المرشح بلسان كاتب النص، ويعرض مادة إعلانية بقالب إخباري دون تمييز بينهما، هذا في حين أن الدعاية الانتخابية يجب النص عليها صراحة حتى لا ينطلي استخدام هذا القالب على الجمهور، فيتعامل مع الترويج الدعائي على أنه أخبار.

استمر الخبر بسرد تفاصيل حول المترشح ومكانته الاجتماعية والمهنية وإتقانه خمس لغات ساعدته على إنجاز الكثير من المهام الحياتية. إن هذه العناصر لا تشكل قيمة خبرية  في إطار الانتخابات النيابية، بل تقتصر على كونها مادة علاقات عامة لا تفيد جمهور الناخبين بتحديد موقفهم تجاه هذا المترشح. فما يهم الناخبين هو التعرف على الخلفية البرامجية للمترشحين للمفاضلة بينهم على صعيد الدور المنوط بهم في مجالات الرقابة والتشريع وتمثيل الجمهور والأحزاب والمناطق التي جاءوا ممثلين عنهم.

أمعن النص في تناول نجاحات المترشح الشخصية التي دفعت أعضاء الحزب لترشيحه قائدًا فيه، ثمّ على رأس القائمة للانتخابات النيابية، والتي من المفترض أنها ارتكزت إلى عوامل القوة السياسية والدراية العميقة بالمشهد السياسي المحلي والإقليمي وليس إلى مهاراته المدرسية "حفظ ألفية ابن مالك وعلم الفريضة (المواريث)"، وإعجاب رئيس وزراء سابق بطموحه. فالصحفي يجب أن يبتعد عن طرح وجهة نظره الشخصية كما لو أنها حقيقة أو معلومة، وأن يكون محايدًا ولا ينحاز لطرف لأي أسباب كانت.

وغاب عن كاتب النص عرض البرنامج الانتخابي للمرشح الشاب وموقفه من بعض القضايا المطروحة على الساحة المحلية أو تلك التي تمثّل أولوية بالنسبة لحزبه. والصحفيون مطالبون بتعميق ممارسة الديمقراطية وتأكيد حق المواطن في المشاركة إيجابيًا في أمور وطنه ومجتمعه من خلال الوصول للمعلومات والأخبار والإحصاءات التي تهم المواطنين وتحليلها ونشرها والتعليق عليها.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يدعو الصحفيّين للالتزام بالتغطية المتوازنة دون تحيز أو تمييز، والحرص على الإنصاف والموضوعية، والابتعاد عن المعالجات التي ترمي للتأثير على اتجاهات الناخبين، فهذا ليس من وظائف وسائل الإعلام.