"دهس شاب من جنسية عربية" .. خبر يفتقر للاستماع لأطراف القصة الأخرى ولا يجيب عن الأسئلة التي يطرحها الحادث

"دهس شاب من جنسية عربية" .. خبر يفتقر للاستماع لأطراف القصة الأخرى ولا يجيب عن الأسئلة التي يطرحها الحادث

  • 2025-03-24
  • 12

عمّان 23 آذار (أكيد)- تثير القصص ذات الطابع الإنساني مشاعر وفضول الجمهور سيما إذا ما ترافقت بصور وفيديوهات ما يجعلها مادة مفضلة لوسائل إعلام.

وسيلة إعلام محلية تناولت خبر دهس شاب من جنسية عربية في عمّان  بعنوان: "وفاة الطفل مجد دهسًا وهذه قصته". وأرفقت به فيديو.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أخضع الخبر لمعاييره في تقييم المحتوى الإخباري، فوجد أنه وقع بمخالفات مهنية؛ فقد نقل الفيديو وجهة نظر أحادية حول الواقعة تمثّلت بكلام والدة الضحية وغيّاب وجهات النظر الأخرى: الجاني، المستشفى، والأجهزة الأمنية باعتبارهم أطرافًا معنية، مكتفيًا بكلام الأم التي اتّهمت ذوي الضحية بعدم الاكتراث لحالة نجلها، والإشارة لتسوية الوضع القانوني للجاني.

استثمر الفيديو حالة ضعف إنساني للضحية وأسرته لجذب انتباه الجمهور بإثارة فضولهم لمعرفة التفاصيل من خلال العنوان بدايةً، ثم بإرفاق التسجيل الصوتي للأم دون معالجة متكاملة للأسئلة التي تثيرها هذه الحادثة لا سيما بخصوص مسؤولية المتسبب بالحادث عن تغطية نفقات العلاج، سواء هو أو شركة التأمين.  

فقد اتّهمت والدة الضحية المستشفى بالتهديد بوقف علاج نجلها في حال عدم تسديد المبالغ المالية، ووجوب دفع نصفها لاستكمال العلاج دون الاستماع للطرف الآخر المتهم (المستشفى)، وهنا قدّم الفيديو معلومات مجتزأة يمكن أن تتسبّب بإثارة الإشاعات، وبث معلومات مسيئة للمستشفى الذي ذكرت اسمه صراحة.

إن إفراد مساحة لوجهة النظر الواحدة المتمثلة بوالدة الضّحية في هذا النوع من التغطية لحوادث مؤلمة، من شأنه أن يسهم بتشكيل آراء ضاغطة وغير متوازنة تجاه الطرف الآخر (الجاني) من خلال آراء اجتماعية سلبية تجاهه، وبالتالي إمكانية التأثير على مجريات التّحقيق وسير العدالة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حديثها عن إطلاق سراح الجاني بينما الضحية قيد العلاج، وهذه صورة مجتزأة، لم يؤكدها أو يفسّرها جانب مختص.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، يجد أن غيّاب الحياد وعدم التحيز نحو شخص أو جماعة أو وجهة نظر، هي الأساس لتقديم تغطية شاملة وموثوقة، وأن على الصّحفي تجنّب أي تفضيلات شخصية بشأن موضوع اختيار الأشخاص لمقابلتهم، وتقديم وجهة نظر محايدة حرصًا على حق الجمهور بالمعرفة.