دور الإعلام في كشف الحقائق في ظل الاستخدام المحتمل للذكاء الاصطناعي للتأثير على الحملات الانتخابية

دور الإعلام في كشف الحقائق في ظل الاستخدام المحتمل للذكاء الاصطناعي للتأثير على الحملات الانتخابية

  • 2024-08-25
  • 12

عمّان 21 آب (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تعزيز وعي الجمهور بالقضايا الهامة التي تؤثر على العملية الديمقراطية. وفي المقابل، تبرز مخاطر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الانتخابات النيابية 2024.

أجرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)  رصدًا عامًا لمنصات التواصل الاجتماعي، بهدف تحديد أبرز التحديات التي تواجه الانتخابات النيابية نتيجة لتلك التقنيات، وأظهرت نتائج الرصد أن بعض هذه التحديات حُظيت بتغطية إعلامية، في ما غاب بعضها الآخر عن تناول الإعلام، ومن هذه التحديات:

نشر معلومات مضلّلة

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تتزايد المخاطر بشأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التزييف العميق لنشر معلومات مضلّلة، والتي تتيح إنتاج محتوى مزيف، كالصور والفيديوهات، حتى أنها يمكن أن تشوّه سُمعة المرشّحين وتضلّل الناخبين.

مؤخرًا، رُصدت صورٍ وهمية وملصقات انتخابية تحتوي على أسماء مترشحين غير حقيقيّين انتشرت على منصّات التواصل الاجتماعي، وتُنتج وتُروّج هذه الأسماء والقوائم المزيّفة التي لا وجود لها فعليًا باستخدام تقنيات تحرير الصور مثل الفوتوشوب، ما يعزّز التضليل ويشوّش العملية الديمقراطية.[1]

 وفي هذا السياق، قدمت وسائل إعلام محلية تغطية لإبراز تضليل الصور، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الناخبون حذرين ويتحقّقوا من صحة المعلومات التي يتلقونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع الاعتماد على القوائم الرسمية المنشورة على موقع الهيئة المستقلة للانتخاب للتأكد من بيانات المترشحين والابتعاد عن المصادر غير الموثوقة.[2]

إعلانات سياسية مستهدفة

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الشخصية للناخبين بدقة متناهية، ما يتيح توجيه إعلانات سياسية مصمّمة خصيصًا لفئات معيّنة من الناخبين وفقًا لاهتماماتهم وسلوكاتهم الرقْمية، هذا النوع من الاستهداف الرقْمي يمكن أن يوجّه الانتخابات بشكل غير مرئي، ويؤثر على توجّهات الناخبين.

في هذا الإطار، يعد قانون حماية البيانات الشخصية أداة تنظيمية حيوية تهدف إلى حماية خصوصية الأفراد من استغلال بياناتهم بطرق غير قانونية أو غير شفّافة، ويُعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الإعلانات السياسية وتوجيهها انتهاكًا للقانون وحقوق الأفراد في حماية بياناتهم، في ما يؤكّد قانون حماية البيانات الشخصية على أهمية استخدام البيانات الشخصية ضمن إطار يحترم خصوصية الأفراد ويتماشى مع القوانين المعمول بها.

تلاعب بالرأي العام

يتم استخدام الذباب الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة فعّالة للتلاعب بالرأي العام، وذلك من خلال نشر وإعادة نشر محتويات موجهة بواسطة حسابات آلية، ويجري تضخيمها دعمًا غير حقيقي لقضايا أو مترشحين محدّدين، ما يخلق انطباعًا زائفًا حول شعبيتهم. هذه الأساليب تشكل تهديدًا مباشرًا لنزاهة الانتخابات، وتؤثر على قدرة الناخبين على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة وشفّافة، وتتجاوز بذلك المبادئ الأخلاقية الأساسية التي يجب أن تحكم العملية الديمقراطية.

ويشير (أكيد) إلى دور وسائل الإعلام في ظل تحديات تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتطلب الأمر التزامًا تامًا ومسؤولية عالية في كشف الحقائق وتوعية الجمهور. كما يتعين على الإعلام تسليط الضوء على المخاطر التي تفرضها هذه التقنيات، مثل التزييف العميق ونشر المعلومات المضللة، وتحليل تأثيرها على العملية الانتخابية، إضافة إلى تعزيز التدابير الأمنية وزيادة وعي الناخبين كضرورة أساسية في مواجهة هذه التحديات، في سبيل رفع وعي الجمهور وضمان نزاهة وشفافية الانتخابات