عمّان 2 حزيران (أكيد)- شرين الصّغير -في ظل التطور التكنولوجي الهائل وتدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة، يصبح من الأهمية بمكان التأكد من دقة المعلومات التي تُنشر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالصّحة والطّب.
انتشر في الآونة الأخيرة خبر بعنوان: "أصحاب فصيلة الدم هذه أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة والبنكرياس!"، ويفيد الخبر بأن دراسات علمية أشارت إلى أن فصيلة الدّم قد تلعب دورًا في تحديد خطر إصابة الإنسان ببعض أنواع السرطان، وتحديدًا سرطان المعدة وسرطان البنكرياس، ويضيف الخبر أنه وفقًا لنتائج هذه الأبحاث، فإن الأشخاص الذين يحملون فصائل الدم (كذا) أو (كذا) أو (كذا) لديهم خطر أعلى للإصابة بهذه السرطانات بنسبة 25 بالمئة مقارنة بأصحاب فصيلة الدم (كذا).
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام المحلية وطريقة تعاملها مع الخبر ليتبيّن أن وسيلة إعلام نقلت الخبر، دون مصادر موثوقة تدعم هذه الادعاءات، ودون التّحقّق من المعلومات من مصادرها الموثوقة قبل نشرها، حيث اكتفى الخبر بذكر اسم مجلّة أجنبية قال إنها نشرت هذه الدّراسة، واستخدم عبارات من نمط: "تشير دراسات علمية موثوقة"، و"أظهرت دراسات واسعة النطاق"، دون التّطرق لمصدر الأبحاث ذات الصّلة أو يعود لخبراء محلّيّين لإبداء رأيهم في الدّراسة.[1]
وغاب عن الوسيلة مراعاة تأثير هذه المعلومات غير الدقيقة وغير المثبتة علميًّا على الجمهور، ما يجعلها تلعب دورًا كبيرًا في زيادة قلق وتوتر القرّاء، والذي من الممكن أن يؤثر على سلوكهم الصحي.
وجدير بالذكر أن الفقرات المتأخرة من الخبر تنطوي على معلومات تفنّد ما جاء في العنوان، وما جاء في الفقرات الأولى من الخبر، مثل: العلاقة الدقيقة لا تزال قيد الدّراسة، وهناك عوامل أخرى أكثر تأثيرًا من فصيلة الدّم، مثل: النظام الغذائي غير الصّحي، التّدخين والكحول، وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسرطان، وقلّة النشاط البدني".
مرصد (أكيد) يرى أن على وسائل الإعلام ممارسة الوضوح في ما يتعلق بمصادر المعلومات التي ينشرونها، وأن يتحملوا مسؤولية نشر المعلومات الطّبية بدقة وموضوعية، مع الاستناد إلى مصادر موثوقة ودراسات علمية محكّمة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمواضيع حسّاسة مثل السّرطان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني