عمّان 26 تشرين الأول (أكيد)-لقاء حمالس- عندما تأسّس مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في العام 2014، كان الهدف منه متابعة المحتوى الإعلامي الذي يٌنشر في مختلف وسائل الإعلام المحليّة وما ينشر عن الأردن في وسائل عربيّة وعالميّة، وذلك بحسب معايير وأسس مهنية وأخلاقية محدّدة، وكان من أهم أهدافه نشر ثقافة التحقّق، وتجويد المحتوى الإعلامي، من خلال المساءلة الإعلامية.
وعلى غرار مرصد (أكيد)، يوجد العديد من المراصد الإقليمية والعالمية التي تعنى بالتّحقّق من المعلومات ومحاربة الإشاعات التي تُطلقها وسائل الإعلام، أو تُنشر على منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة. وغالبًا ما تشتمل عملية التحقّق على التعريف بالصورة أو الفيديو أو الخبر الذي يحمل المعلومة الزائفة، ونشر صورة أخرى تحمل المعلومة التي تنفي الإشاعة أو تُصحّح الرواية الخاطئة.
في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة، والتي رافقها كمية كبيرة من الأخبار الزائفة التي نشرتها حتى وسائل إعلامية عالمية كبرى، برزت أهمية هذه المراصد في كشف المحتوى الزائف أو المضلّل الذي جرى تداوله عبر منصّات مختلفة وبخاصة فيسبوك، إنستغرام، وإكس، وعملية التلاعب الكبيرة في الصور والفيديوهات أيضًا، بما فيه الصور التي جرى توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتفنيد الادّعاءات الكاذبة التي هدفت إلى تضليل الرأي العام العالمي للتّشكيك بحجم المعاناة التي يعيشها أهل القطاع.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، نشر مجموعة من التقارير التي سلّطت الضوء على بعض تجليّات الأخبار الزائفة والمضلّلة التي ارتبطت بالحرب المفتوحة على قطاع غزّة.
أول هذه التقارير تناول موضوع التّقييد والإبلاغات من قبل منصة فيسبوك على حسابات المتضامنين مع الفلسطينيّين في القطاع تحت عنوان: التعبير عن الرأي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني دون الوقوع في قيود "ميتا".
وحمل تقرير آخر العنوان: أحداث غزَّة وغلافها .. كيف قتلت تغطيات إعلام غربي غير مهنية ومضلِّلة طفلًا فلسطينيًا بأمريكا؟ وتحدّث عن أهمية الالتزام بالمعايير المهنيّة من قبل جميع وسائل الإعلام وحتى العالميّة منها، ونقل الوقائع كما هي بكل حياديّة، وخاصة في أوقات الأزمات والكوارث والحروب لأنها تصبح بيئة خصبة للتضليل والتزييف، ومحاولة استمالة الرأي العام لصالح أطرافٍ محددة على حساب الحقيقة.
تلا ذلك تقرير بعنوان: سردية مشوهة تتبنّاها مواقع التواصل الاجتماعي في معركة "طوفان الأقصى"، تناول الأخبار المضلّلة التي نُشرت باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، وحملت في طياتها معلومات خاطئة ومضلّلة، تبرّر جرائم إسرائيل في قطاع غزّة.
في فلسطين، واجهت مراصد التّحقّق الكثير من الصعوبات، مثل انقطاع التّيار الكهربائي، وعدم التًمكن من استخدام شبكة الإنترنت، وصعوبة الرجوع إلى المصادر في ظل هذه الظروف، والتّقييد أيضًا على عملية النشر من قبل إدارات منصَات تواصل اجتماعي، وحظر منشورات تتعلّق بغزّة. غير أنها واجهت ذلك بعزيمة وإصرار. ولم يقتصر عملها على كشف الحقائق فقط، بل سعت لنشرها إقليميًا وعالميًا وبلغاتٍ عدة لتصل إلى أكبر عددٍ ممكن من الجمهور المتلقي في العالم.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني