عمّان 23 تشرين الأول (أكيد)- مع بدء معركة "طوفان الأقصى"في 7 تشـرين الأول الجاري، بدأت سـردية مضلّلة تنتشـر عبر مواقع التّواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، حاملةً معلومات خاطئة ومضلّلة للتشويش على الرأي العام الإقليمي والعالمي وتوجيهه وفقًا لرواية واحدة، ولتبرير انتهاكات وجرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر من خلال بث فيديوهات وصور وأخبار وأرقام وبيانات توظّف لقلب الحقائق وتشويهها.
بروبغندا وخطاب كراهية وتحريض وتخويف استخدمها الاحتلال الإسرائيلي، ومنصّات تواصل اجتماعي دفعت بعض الكيانات الدولية كالاتّحاد الأوروبي للتساؤل حول مصداقيتها، والإعلان عن تحقيق مع هذه المنصات: إكس، وميتا، وتيك توك، ويوتيوب بتهمة التضليل في حرب غزة[1]، وهو ما لم يرد ذكره في تغطيات الإعلام المحلّي رغم أهميّته في توضيح الصورة حول تعاطي هذه المنصّات مع الحرب على قطاع غزّة.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أن نشر وسائل إعلام أردنية هذا الخبر من شأنه أن يكذّب الأخبار الزائفة التي تعرضها هذه المنصات للتأثير على الرأي العام العالمي، ولخلق وجهة نظر مؤيدة حول العالم للرّواية الإسرائيلية.
رصد (أكيد) بدوره عددًا من هذه الأخبار التي سمحت هذه المنصّات بنشرها دون تدقيق للمحتوى. من هذه الأخبار، ما نشرته قوات الحرب الإسرائيلية عبر حسابها الرّسمي على منصة إكس حول وصول تعزيزات أمريكية لمساندة إسرائيل في حربها على غزّة[2]، ليتبين أن قدهذه الأخبار نُشرت بتاريخ 22 آذار من العام 2012 بعنوان: "مناورة السفن البحرية الأمريكية في موقعها أثناء عبور المحيط الأطلسي. [3]
نشرت حسابات إسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تدّعي فيه إحراق فتاة إسرائيلية تدعى نوا، وهي على قيد الحياه بعد اختطاف حماس لها من مهرجان للموسيقى[4] ليتبيّن أن الفيديو يعود لفتاة ضُربت وأحرِقت في غواتيمالا في 30 أيار 2015 قبل 8 سنوات، ونشر عبر منصة يوتيوب[5].
كما نشرت صفحات اسرائيلية مقطع فيديو عرضته حركة المقاومة الإسلامية حماس لكيفية تعاملها مع الأطفال الإسرائيليين عند الدخول للمستوطنات، مدّعية استخدام الأخيرة للأطفال كدروع بشرية لتشويه صورة المقاومة[6] [7]، إلا أن الفيديو الذي بثّته حركة حماس عبر حسابها الرسمي بمنصة تليغرام، أظهر تعاملًا إنسانيًا مع الأطفال، ولم يحمل لهم أي إساءة.[8]
من هنا وبحسب توصيات شبكة الصحفيين الدوليين للتعاطي مع الأخبار المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن لا تفترض أبدًا صدق الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على هذه الشبكات.
حاول الاتّصال بطريقة مباشرة بمصدر المادة المنشورة للحصول على معلومات أكثر (إثبات أو نفي)، واستعن ببعض الشخصيات ذات الصلة بالحدث.
إذا استحال التأكد من مصدر المحتوى المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي أو العثور على معلومات حول دقته، فمن الأفضل نسبها لمصدر وعدم تبنيها، ونشرها بصياغة أنها مادة متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي وقد نالت نسبًا مرتفعة من المشاهدات وليس كمادة خبرية مؤكدة.
ضرورة الإشارة إلى محاولات التّحقق منها والنتائج والمعلومات التي توصل إليها الصّحفي، مع إضافة ردود الأفعال المتداولة حولها كالتّعليقات والتّغريدات المصاحبة لها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني