فيديو عراك ترامب وزيلينسكي .. زائف ومعدَّل بالذكاء الاصطناعي لكن وسيلة إعلام تركته موضع شك!

فيديو عراك ترامب وزيلينسكي .. زائف ومعدَّل بالذكاء الاصطناعي لكن وسيلة إعلام تركته موضع شك!

  • 2025-03-05
  • 12

عمّان 4 آذار (أكيد)- شرين الصغير- أثار اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضجة عالمية، وأصبح حديث وسائل الإعلام، ما فتح المجال لبرامج الكوميديا السّاخرة لتناول الحدث بأسلوب هزلي، كما حدث في برنامج "ساترداي نايت لايف" [1] الذي قدّم مشهدًا تمثيليًا ساخرًا عن المشادّة الكلامية الحادة بين الزعيمين في المكتب البيضاوي.

ضمن هذا السياق، انتشر مقطع فيديو[2] عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو في الواقع مشهد كوميدي تم إنشاؤه باستخدام تقنيّات الذّكاء الاصطناعي، على غرار فيديوهات ساخرة مشابهة عديدة انتشرت في السّنوات الأخيرة.

كما نشرت وسيلة إعلامية محليّة خبرًا بعنوان: "عراك بالأيدي بين ترامب وزيلينسكي يتصدّر مواقع التّواصل بعد لقاء البيت الأبيض (فيديو)"،[2] وأظهر الفيديو مشاهد شجار وضرب بين ترامب وزيلينسكي داخل المكتب البيضاوي، حيث تبادلا اللّكمات بطريقة هزلية مبالغ فيها، ما يعكس الطابع الساخر الذي صُمّم به الفيديو.

وعلى الرغم من أن الفيديو واضح التزييف ولا يحتاج إلى خبير لاكتشافه، نظرًا لوجود علامات جليَّة مثل تحركات الوجه غير الطبيعية، وتشوّه التفاصيل عند التدقيق، وهي أمور أصبحت معروفة حتى لدى المستخدم العادي، فضلًا عن المتخصّصين، إلا أن وسيلة الإعلام المحلية المشار إليها، وضعت الفيديو، في محل الشك بدلًا من التأكيد على زيفه. فقد ذكرت الوسيلة في متن الخبر، تحديدًا في الفقرة الثانية، "وظهر في الفيديو الذي بدا أنه مركب"، ما يعني أنها أبقت الأمر في دائرة الشك دون تحقّق أو تأكيد، وهو ما يثير تساؤلات حول معايير الدّقة والمهنية في التّعامل مع المحتوى الرقمي.

في حالات مماثلة، يُفترض بوسائل الإعلام أن تعتمد على أدوات التّحقّق، أو تستعين بمتخصّصين بالتّقنية الرقمية، قبل نشر محتوى قد يسهم في تضليل الجمهور. فالتعامل الإعلامي مع فيديوهات كهذه، يجب أن يكون عبر التّحقّق الدّقيق قبل النّشر، وليس من خلال إبقاء الأمر مفتوحًا للاحتمالات، وترك مساحة واسعة للتأويل والترويج للمعلومات الزائفة.

كما رصد (أكيد) أن عنوان الخبر لم يعكس طبيعة المحتوى بوضوح، إذ استخدم صياغة توحي بصحة ما ورد في الفيديو، بدلًا من أن يكون دقيقًا في الإشارة إلى أن المقطع مشكوك فيه أو غير موثوق أو زائف، وأنه تم إنشاؤه بالذّكاء الاصطناعي. هذه الممارسة تتعارض مع أخلاقيات الصحافة التي تُلزم وسائل الإعلام بعدم اللجوء إلى العناوين المضلّلة بهدف جذب المشاهدات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواضيع قابلة للتأجيج المجتمعي أو السياسي.

ويرى (أكيد) أن مخالفاتٍ كهذه، تضرّ بمصداقية الوسيلة الإعلامية نفسها، خاصةً مع تنامي قدرة الجمهور على رصد الأخطاء الإعلامية، ما قد يتسبب بفقدانها لثقة متابعيها.

The skin icon with label https://akeed.jo/site/lightbox/content/skin/twitter-button.png can't be loaded.