فيديو  حول مواطن فقد أطفاله في حريق يفتقر للتوازن ولا يراعي ضعفه الإنساني

فيديو حول مواطن فقد أطفاله في حريق يفتقر للتوازن ولا يراعي ضعفه الإنساني

  • 2025-05-07
  • 12

عمّان 6 أيار (أكيد)- عُلا القارصلي- في فاجعة إنسانية مؤلمة، توفي أربعة أطفال أشقّاء تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، إثر اندلاع حريق في سكن تابع لأحد المساجد في العاصمة عمّان. كما أُصيب طفلان آخران من العائلة نفسها بضيق في التّنفس نتيجة استنشاق الأدخنة السّامة الناتجة عن الحريق.

وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية عديدة مع الحادثة التي أثارت موجة من الحزن والتّعاطف، خاصةً لكون الضّحايا من الأطفال، وتعدّدت الرّوايات حول سبب الحريق. وفي اليوم التالي للحادثة، أجرت وسيلة إعلام محلية مقابلة مصوّرة مع والد الأطفال.

خلال المقابلة، عبّر الأب عن حزنه وألمه، مشيرًا إلى أن أسلاك الكهرباء في السّكن كانت تالفة، وأنه قد طالب مرارًا الجهات المعنية بإصلاحها دون استجابة، كما أوضح أنه كان قد طلب من مدير الأوقاف قبل وقوع الحريق بشهر السماح له بمغادرة السّكن، معتبرًا أنه لا يوفّر حياة كريمة لأطفاله، ونفى الأب أن يكون سبب الحريق "شاحن هاتف صيني"، مؤكدًا أن أطفاله لا يمتلكون لا هواتف ولا شواحن.

بعرضها الفيديو، تكون الوسيلة الإعلامية قد أخلّت بمعايير وأخلاقيات النشر في الإعلام، فقد أظهر الفيديو الأب في لحظة ضعف إنساني شديد، ولم يراع وضعه المؤلم، وهذا مخالف للمبادئ الصّحفية التي تدعو إلى احترام مشاعر الأشخاص وعدم التّسبّب لهم بالأذى أو الإحراج، خاصة في الأوقات الحسّاسة.

كما تضمن الفيديو اتّهامات وجّهها الأب إلى جهات معنية بالتّقصير، دون أن تسعى الوسيلة الإعلامية للعودة إلى تلك الجهات لأخذ ردّها، ما أفقد التغطية توازنها، وسمح بتبني رواية طرف واحد، على أهميتها، على حساب أطراف أخرى.

تجاهلت الوسيلة الإعلامية أن ردود أفعال ذوي الضحايا، في مثل هذه الفواجع، تكون غالبًا مشحونة بالعاطفة والألم، ولذا كان من الضروري عدم تقديم تصريحات الأب على أنها رواية نهائية دون التّحقق منها أو الاستماع للرأي المقابل.

كما أن نشر الفيديو بهذه الطريقة قد يتسبّب بإحراج دائم للعائلة، ويزيد من معاناتها بدلًا من التخفيف عنها، وهو ما يُعد خرقًا لمبادئ النشر الأخلاقي والمسؤول، وعليه يتحفّظ (أكيد) عن نشر هذا الفيديو كي لا يسهم بمزيد من الترويج له.