عمّان 3 نيسان (أكيد)- يذهب الصحفيون مهنيًا نحو إخفاء مصادرهم لحمايتها من المخاطر المترتبة على الإدلاء بتصريحاتها حيّال بعض القضايا الحساسة خصوصًا تلك المرتبطة بقضايا الفساد وهدر المال العام والقرارات السياسية الشائكة وتجارة السلاح.
غير أن الحق في حماية المصدر حقٌ تابع للحق في حرية التعبير، وهو من الحقوق الراسخة في القانون الدولي بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، لكنه ليس حقًا مطلقًا بل هو حق مقيدٌ بضوابط قانونية وأخلاقية ترتبط بمهنة الصحافة.
أكثر من 100 دولة تبنّت تشريعات قانونية خاصة لحماية المصادر الصحفية في قوانينها أو دساتيرها، وتُعدّ هذه الحماية مضمونة بشكل كامل في 20 دولة على الأقل.
كما تعترف العديد من الدول بحق حماية المصادر الصحفية في القانون العام أو كجزء أيضًا من الحق الدستوري المرتبط بحرية التعبير، وهو من حق أي شخص يستلم معلومات وأفكار محمية وليس الصحفيون فقط، لكن مع الحفاظ على دقة المعلومات وصحتها، وفق ما يرى الاتحاد الدولي للصحفيين.
وسيلة إعلام محلية نشرت خبرًا حول رصد هلال شهر شوّال في الأردن لهذا العام، وذكرت أنه سيكون مُستحيلًا رؤية الهلال تمامًا بالعين المُجردة عند غروب شمس يوم الخميس الموافق 20 نيسان، ونسبت ذلك لخبير في مجال الطقس والفلك دون أن تفصح عن هويته.[1]
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يجد أنه وفقًا لضوابط حماية المصادر وعدم الإفصاح عنها، والتي يجب أن تكون ضمن أضيق الحدود، فإن الخبر المشار إليه والمنشور عبر وسيلة الإعلام، لا يحمل أي موجبات لإخفاء المصدر، ولا ينطوي على أي معلومات سريّة أو حساسة تستوجب حماية مسرّبها، وذلك لأن من حق الجمهور معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المصدر وعلاقته بالموضوع قيد البحث.
ويرى (أكيد) أيضًا أن إخفاء مصدر المعلومات في الأخبار والتقاريرذات الطابع السريع التي لا تحمل معلومات تصنف بالمحمية أو الخطيرة، يمكن أن يضع وسيلة الإعلام في موقف ضعف أمام المتلقين ويدفعهم للتشكيك بها وبمصداقيتها، لأن العديد من وسائل الإعلام باتت تستخدم المصادر المجهولة لبث أخبار عاجلة قبل وسائل إعلام منافسة، وهو ما يمكن أن يعرضها لخسارة جزء من جمهورها ممن لا يحبّذون هذا الأسلوب ويدفعهم للتشكيك بصحة المعلومات والبحث عنها في مصادر صحفية أخرى.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني