حرب الذّكاء الإصطناعي على غزّة.. هل أفرد لها الإعلام المساحة اللّازمة؟

حرب الذّكاء الإصطناعي على غزّة.. هل أفرد لها الإعلام المساحة اللّازمة؟

  • 2023-11-02
  • 12

عمّان 2 تشرين الثّاني (أكيد)-سوسن أبو السُّندس- يهدف تطوير القدرة العسكرية بالاعتماد على أنظمة الذّكاء الاصطناعي، إلى إيجاد أنظمة تقنية لديها القدرة على إدارة حرب ذاتية القيادة دون الحاجة إلى تدخل بشري.

وفي العام 2021، وصفت إسرائيل العدوان الذي استمر 11 يومًا على غزّة بأنه أول تجربة لـحرب الذكاء الاصطناعي في العالم، مستخدمةً فيها التّقنيّات لتحديد منصّات إطلاق الصّواريخ، ونشر أسراب الطّائرات دون طيّار في غزّة.[1]   

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) حجم التّغطية الإعلامية المحليّة المتعلقة بهذا الشأن، خصوصًا بعدما كشف تقرير صحفي نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء في وقت سابق أنّ الجيش الإسرائيلي يستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف الضّربات الجوية وتنظيم الشؤون اللّوجستية في العمليات العسكرية المُميتة التي ينفّذها بفلسطين وإيران. ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريّين قولهم إنّ الجيش يستخدم نظام توصية بالذّكاء الاصطناعي.  [2]

و أشار التقرير إلى استخدام نموذج متقدّم من الذّكاء الاصطناعي يسمى Fire Factory لاختيار أهدافٍ للغارات الجوّية، والتّعامل مع الخدمات اللّوجستية العسكرية الأخرى.

وجاء في نتيجة الرّصد غياب تام عن تغطية استخدام إسرائيل لتقنيات الذّكاء الاصطناعي في عدوانها الأخير على غزة  أو حتى الإشارة إليها.

تكمن أهمية التّغطية الإعلامية المتخصصة بهذا الشّأن، في لفت النّظر إلى أنّ هذا النوع من التّقنيات ما زال غير خاضع للتنظيم على الصعيد الأممي، في حين أنه نوع من جرائم الإبادة التي تستخدمها إسرائيل ضد شعب غزة، ولذا فإن المنابر الإعلامية مدعوّة لأن تشير إليه، في سبيل دحض ازدواجية المعايير المروّعة، والكشف عن زيف الرّواية الغربية المنحازة لإسرائيل في حربها على غزّة. ناهيك عن الضرر البشري الكبير الذي قد يسبّبه استخدام هذا النوع من التّقنيّات، فإذا كان هناك خطأ ما في حساب الذكاء الاصطناعي، فإن العواقب تكون كارثية.

تفاصيل استخدام جيش الاحتلال عمليّاتيًا للذكاء الاصطناعي ما زالت سريّة إلى حد ما، إلا أن الغارات الجويّة المتكرّرة التي تنفذها إسرائيل، وحجم الدمار الذي خلّفته تلك الغارات، لا بد أن يرصدها ويحلّلها مختصّون في الإعلام العسكري.