عمّان 17 كانون الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- تُعدّ كرة القدم أكثر من مجرد لعبة رياضية؛ فهي جزء مهم من الثقافة العالمية والمحلية، لأنها تعبّر عن هوية الشعوب وتعكس قيمها الاجتماعية واهتماماتها السياسية والاقتصادية.
كرة القدم تجمع بين الفن، والتنافسية، والتفاعل الاجتماعي، ما يجعلها ثقافة متكاملة لها تأثير عميق في المجتمعات، وفي عالم اليوم الذي تحكمه وسائل التواصل الاجتماعي، تقوم بعض الحسابات ببث السموم بين الشعوب العربية قبيل مباريات كرة القدم وبعدها، وهذا ما حصل بشأن مباراة الأردن والعراق الأخيرة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
بعد السماح للجماهير الأردنية بدخول العراق مجانًا ودون تأشيرة لحضور مباراة المنتخبين الأردني والعراقي، والتي أقيمت على ملعب جذع النخلة بمدينة البصرة العراقية، بدأت حسابات مشتركين على منصات التواصل الاجتماعي بنشر فيديوهات تشير إلى تعرض الجمهور الأردني إلى إطلاق نار وإهانات من قبل السلطات العراقية، بعد عبور الباصات الأردنية النقطة الحدودية وتوجههم لمدينة البصرة.
تسبّبت الفيديوهات بحرف بعض أجواء المنافسة الرياضية عن مسارها، عبر إثارة النعرات العنصرية والطائفية بين الشعبين العراقي والأردني، بالإضافة إلى خطاب كراهية وتحريض على العنف.
هذه الفيديوهات دفعت بعض الأشخاص إلى تسجيل فيديوهات تنفي ما يتمّ تداوله عن تعرض الجمهور الأردني إلى إطلاق نار وإهانات، والتأكيد بأن الفيديوهات المتداولة هدفها زرع الفتنة بين البلدين، وتمنوا أن تكون المباراة أخوية عكس ما يريده البعض من جعلها أداة لتعكير العلاقات الأردنية العراقية.
بعد المباراة، عادت حسابات إلى بثّ السموم بنشر منشورات استخدمت التعميم باتّهام كامل الجمهور العراقي لخطأ ارتكبته فئات محصورة من الأفراد.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) كيف تعاملت وسائل الإعلام المحلية مع كل هذه الفوضى على مواقع التواصل الاجتماعي، وبيّنت عملية الرصد ما يلي:
أولًا: لم تنخرط وسائل الإعلام المحلية بالجدل الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناءات محدودة جدًا تناقلت معلومات عبر مقالات رأي روّجتها حسابات عن تعرض حافلة لمشجعي المنتخب الأردني لإطلاق نار، وإطلاق صافرات استهجان في مواجهة الفريق الأردني.
ثانيًا: عملت وسائل إعلامية محلية على طمأنة الجمهور الأردني من خلال التأكيد على توفير الحماية لمشجعي المنتخب الأردني من قبل القوات الأمنية العراقية، وأوضحت أن الزخم الكبير لدخول المشجعين الأردنيّين عبر معبر طريبيل تسبّب ببعض التعقيدات اللوجستية لأن المعبر غير مهيأ لاستقبال هذا العدد الكبير من المسافرين، وهو ما لا يمكن اعتباره بأنه يهدف إلى الإساءة للمشجّعين الأردنيّين.[1] [2]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني