حذف منصّة جوردان كابيتال 3 الوهمية .. و(أكيد) يُجدّد تحذيره من فخاخ الـ التّزييف العميق

حذف منصّة جوردان كابيتال 3 الوهمية .. و(أكيد) يُجدّد تحذيره من فخاخ الـ التّزييف العميق

  • 2025-10-14
  • 12

عمّان 12 تشرين الأوّل (أكيد) -شرين الصّغير- تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) باهتمام بالغ موجة الاحتيال المالي المُنظَّم التي تروج لها منصّة وهمية تحت اسم جوردان كابيتال Jordan Capital 3 عبر صفحات التّواصل الاجتماعي، والتي اعتمدت بشكل أساسي على نشر وعود كاذبة بجني أرباح هائلة تصل إلى 8000 دولار شهريًا مقابل استثمار أولي لا يتجاوز 250 دولارًا.

ثبت لـ )أكيد( أن المنصّة قامت باستغلال أسماء شخصيات عامّة مرموقة بشكل ممنهج لإضفاء صبغة رسمية زائفة على عملياتها، مدّعيةً الحصول على ترخيص رسمي، في حين أنه لم يصدر عن المصادر الرسمية أي إعلان أو ترخيص يدعم هذا الكيان المفبرك. فالاستثمار الحقيقي ينطوي على مخاطر، وهذا الوعد بـالثراء السريع هو الدليل الأول على الطبيعة الاحتيالية لهذه العملية.

فضلًا عن ذلك، ليس هناك منصّات باسم جوردان كابيتال مُدرجة أو مرخّصة ضمن سجلّات المؤسسات المالية الخاضعة لرقابة هيئة الأوراق المالية الأردنية أو البنك المركزي الأردني. كما أن الادّعاء بأن مصدر الخبر يعود لمقابلات في مواقع إخبارية محلية هو تلفيق للمصدر، إذ لم يُعثر على أي أثر لهذه الادّعاءات في أرشيف الموقع المذكور، وكدليل إضافي على النّصب، تم رصد استخدام تعليقات مولّدة بالذكاء الاصطناعي مرافقة للمنشورات لزيادة التفاعل والإيهام بالمصداقية، وهو تكتيك جديد في أدوات التضليل الرقمي. وفي خطوة تؤكد الشكوك، جرى لاحقّا حذف الصفحة الرئيسة التي كانت تروج لهذه المنصّة الاحتيالية، الأمر الذي يُعدّ إجراء لتفادي الملاحقة، ويمثّل اعترافًا ضمنيًا بزيف الوعود.

وفي هذا السّياق، يذكّر (أكيد) بالتّحذير الذي نشره مؤخرًا على موقعه الإلكتروني[1]، والّذي صدر عن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بخصوص هذه الصفحة. وفي هذا الإطار، يدعو (أكيد) المواطنين إلى تفعيل قاعدة الشك لديهم إزاء كل ما يُشتم منه رائحة الاحتيال، والتّحقّق دائمًا من المعلومات التي يتلقونها من غير المصادر الموثوقة.

إن الحاجة للحذر تتضاعف اليوم في ظِلّ التّطور السّريع لتقنيّات الذّكاء الاصطناعي التوليدي، مثل الـ Deepfake، والتي أصبحت قادرة على تزييف الأصوات ومقاطع الفيديو الكاملة بدقّة عالية. وبالتالي، فإنّ العين والأذن لم تعودا أدواتنا الوحيدة للتّثبّت من الحقيقة، وهذا يتطلّب من الجمهور ترسيخ مبدأ التّحقّق عبر المصادر الرسمية الموثوقة فقط، وإدراك أن المحتالين يستهدفون دائمًا الضغط على نقطتي الحاجة أو الخوف لدى الناس لإنجاح مخطّطاتهم

إن إزالة هذه الصفحة هو انتصار مؤقت للمصداقية، لكنها رسالة واضحة بأن البنية التّحتيّة للاحتيال الرقمي تتجدّد وتتطوّر باستمرار، وعلى الجمهور البقاء متيقظًا، فالحماية من النصب المالي تبدأ من الشك المنطقي في أي وعد بالثراء السريع لا يتوافق مع أسس الاستثمار الواقعية والشفافة.