عمّان 12تشرين الثّاني (أكيد)-لقاء حمالس- تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التفاعل الواسع الذي شهدته منصّات التواصل الاجتماعي عقب انتشار مقطع مصوّر يظهر فيه شخص يطلب نقودًا من أحد السياح في إحدى محافظات المملكة، وما تبعه من بيان توضيحي صادر عن مديرية الأمن العام يؤكد أنّه تمّ تحديد هوية الشخص وضبطه، وأنّ هذا السلوك فردي لا يمثل المجتمع الأردني ولا قِيَمَهُ في التعامل مع الضيوف.^[1][2]

ويشير (أكيد) إلى أن منصّات التواصل الاجتماعي كانت العامل الأساسي في تضخيم الحدث وانتشاره، إذ جرى تداول المقطع خلال ساعات قليلة على نطاق واسع عبر منصّات مختلفة: مثل: فيسبوك وانستغرام وإكس، واستخدم كثيرون عبارات تندّد بالفعل، وتؤكّد على صورة الأردني المضياف، في ما ركّزت بعض الحسابات على انتقاد ما وصفته بـ "الاستغلال السياحي" دون التحقّق من تفاصيل الحادثة.

وبحسب تحليل عينة قصدية بلغ عددها 40 منشورًا، جُمعت من منصّات التواصل الاجتماعي خلال الفترة من 8 إلى 10 تشرين الثاني الجاري، تمثّل الاتّجاهات الأبرز في التفاعل مع الحدث، تبيّن من خلال هذه العينة بأن 50 بالمئة من المحتوى، حمل اتجاهًا دفاعيًا عن صورة المجتمع الأردني، في ما ركز 40 بالمئة على الإجراءات الأمنية والقانونية، واحتوت 10 بالمئة من العيّنة على معلومات مفادها، أنّ الواقعة تكرّرت أكثر من مرة، أو أنّها ظاهرة منتشرة بكثرة في المنطقة.

ويؤكّد (أكيد) بأن سرعة تفاعل الأمن العام ونشره بيانًا رسميًا بعد ساعات من تداول الفيديو، أسهم في ضبط مسار النقاش العام والحد من تداول المعلومات المغلوطة، مبينًا أهمية التحقّق من المصادر الرسمية قبل مشاركة أي محتوى قد يضرّ بصورة السياحة الوطنية أو المجتمع المحلي.^[3]

وتكشف هذه الواقعة مدى القوة المتزايدة التي تتمتّع بها منصّات التواصل الاجتماعي في صناعة الرأي العام، وتأثيرها المباشر في توجيه النقاشات العامة حول القضايا المحلية، حيث تحوّلت هذه المنصّات إلى مصدر أولي للمعلومة بالنسبة للكثيرين. وهذا يفرض مسؤولية أكبر على المستخدمين، ووسائل الإعلام في التحقّق من المعلومة قبل تداولها، والتعامل الواعي مع منصّات التواصل الاجتماعي، ضمن إطار الدراية الإعلامية والمعلوماتية.