عمّان 29 آب (أكيد)- نشرت وسائل إعلام محلية خبرًا حول وقوع جريمة قتل في إحدى مناطق العاصمة عمّان بعناوين متعددة، منها: (التحقيقات بجريمة القتل قرب "حدائق الحسين": فتاة عربية رافقت الشابين داخل سيارة البورش.. ولهذا فرّت ومعها المسدس.. وهذا سبب الخلاف). [1] [2] [3] [4]
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تابع الأخبار المنشورة حول القضية، وأخضعها لمعاييره في تقييم مصداقية المحتوى الإخباري، ولميثاق الشرف الصحفي، فوجد أنها وقعت بمخالفات مهنية متعددة.
اختارت الأخبار المتداولة عناوين تضفي على النص نوعًا من الإثارة لجذب انتباه الجمهور وتحريك فضوله لقراءة المحتوى، مثل: وسيلة إعلام "... تكشف تفاصيل جديدة حول جريمة دوار المدينة الطبية .. وظهور شخص جديد في القضية"، و"فتاة نقلت أحاديث بين صديقين تُتّهم بالتسبّب بوقوع جريمة في الأردن"، ما يُظهر عدم التزام هذه الأخبار بأن يكون عنوانها معبرًا بدقّة وأمانة عن المادة الصحفية، عدا عن أنها ذهبت نحو التهويل والمبالغة في الألفاظ.
تناقلت وسائل إعلام الخبر دون أن يحدد أي منها مصدره، واكتفت جميعها بـصيغ مثل: "قال مصدر أمني"، و"مصدر مقرب من التحقيق"، في إشارة مبهمة لمصدر مٌجهّل، في ما تتطلّب الموضوعية الصحفية "عزو" المواد لمصادرها، وأن تذكر وسائل الإعلام مصدر كل مادة صحفية أو نص تنشره، وأن تراعي أيضًا عدم "العزو" لمصادر مجهولة، إلا إذا كانت هناك مصلحة عامة تقتضي ذلك، أو استحال الحصول على المعلومات بغير هذه الوسيلة. ناهيك عن أن المعلومات المتداولة معلومات تحقيقية يمنع القانون نشرها وتداولها.
توسعت وسائل إعلام في ذكر تفاصيل الجريمة وملابساتها دون داعٍ، ففيها تفاصيل لا تهم الجمهور، بل يمكن أن تغذي الميول الإجرامية لدى بعض الأفراد من ذوي النفوس الضعيفة من خلال تخيلهم لمشهد قتل درامي (Action Killing)، خصوصًا مع ذكر الأخبار لوجود فتاة، وهروبها، وحديث عن كونها سببًا في الجريمة بالقول: "إن خلافات وعداوات حدثت بين القاتل والمغدور، على إثر نقل وتبادل الفتاة الموقوفة الأحاديث التي كانت بين القاتل والمغدور"، محملين إياها ضمنًا المسؤولية عن الجريمة.
غمزت وسائل إعلام بشكل غير مباشر على جنسية الفتاة بصفتها غير أردنية بطريقة مثيرة للشكوك والسخرية وكأنها تعطي إشارات لتغذية فضول الجمهور للتعرف عليها من خلال القول: "إن الفتاة تحمل جنسية دولة عربية مجاورة"، ومن الممكن أن يتسبّب ذلك بإثارة البلبلة وانتشار الإشاعات، متناسين أن الصحفيّين مطالبين بالابتعاد عن الإثارة في نشر الجرائم والفضائح. وجدير بالذكر أن استخدام عبارة "جنسية دولة عربية" التي استخدمتها بعض الوسائل هي أقل ضررًا من الإشارة إلى أن الدولة العربية "مجاورة".
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد على دور الإعلام في مكافحة الجريمة، وأن يكون ذلك هو الهدف والغرض النهائي للنشر وليس جذب الجمهور، ويدعو للالتزام بأخلاقيات الصحافة من حيث التوازن والحياد والموضوعية.. وعدم النقل عن المصادر المجهّلة، واختيار القضايا التي تُنشر وفقًا للمصلحة الفضلى من النشر بالنسبة للجمهور، وعدم التعرّض للقضايا التي تمسّ الأفراد والأسر حرصًا على سمعتهم وعدم تعريضهم للخطر.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني