عمّان 3 آب (أكيد)- وسائل إعلام محلية وعربية تناقلت خبرًا حول حالة مرضية لطفل والدته تناشد لمعالجته بعناوين مثل: (والدة الطفل المريض "كنان" تناشد جلالة الملك والملكة رانيا وولي العهد إنقاذ حياة طفلها المصاب بمرض جيني خطير– شاهد)، و"أم أردنية تناشد لإنقاذ ابنها- فيديو"، و}في رسالة خطفت القلوب .. من ينقذ الطفل "كنان" من الشلل؟ (فيديو){. [1] [2] [3]
بالرغم من أهمية أنسنة القصص الصحفية وتناول قضايا الفئات المهمشة والأقل قدرة على إيصال صوتها في الإعلام، حملت عناوين الخبر صيغة الاستعطاف والاسترحام لاستثارة مشاعر الجمهور بغرض دفعهم للتعرف على تفاصيل الحالة المرضية للطفل بإرفاقها بكلمات "شاهد" و"فيديو" ليظن القارئ أن هناك أمورًا خارقة للعادة سينقلها الفيديو، وهو أمر غير دقيق.
نقل الخبر الاسم الطبي للمرض دون ترجمة أو تفسير حتى يتسنى للجمهور فهمه ومعرفة حقيقته. وبالعودة لموقع مايوكلينيك الطبي[4] للتعرف على المرض وأعراضه ونسب انتشاره وإمكانية علاجه، تبيّن أنه مرض جيني يمنع نمو العضلات وليس له علاج حتى الآن، وينحصر دور الأدوية في التخفيف من الأعراض، وهو ما لم يشرحه الخبر أو يأت على ذكره، وهو لا ينسجم مع دور الصحافة في ذكر الوقائع والحقائق وتفسيرها بالاستناد للوثائق وآراء الخبراء.
لم يلتفت الخبر لواجب الصحافة بمساندة المرأة والطفل والدفاع عن حقوقهما، فنشر فيديو يظهر الطفل بشكل واضح وكامل، وهذا يتعارض مع أخلاقيات النشر في الإعلام، وأظهر الأم في لحظات ضعف وانكسار إنساني يجب أن تمتنع الصحافة عن بثها لما لها من آثار سلبية عليها وكان من المفترض تقدير المصلحة الفضلىللطفل والأمّ، وتناول القصة من زاوية حق الطفل في الصحة، وتوجيه سؤال مباشر لوزارة الصحة حول الحالة والمرض وإمكانية علاجه بصفته طفلًا من خلال التأمين الصحي[5] إرساءً لمفاهيم حقوق الإنسان.
نقل الخبر معلومات حول العلاج الذي يحتاجه الطفل، وارتبطت هذه المعلومات بأرقام مالية وتحديد أماكن، وكان من الأولى سؤال الأطباء ذوي الخبرة حول هذه المعلومات للتحقّق منها، ومناقشتها من قبل أصحاب الاختصاص أملًا بمساعدة الطفل بدلًا من تعريضه ووالدته لمخاطر تداول الخبر وانتشاره وإمكانية استغلاله من قبل البعض بأن يكون أرشيفًا للقصص الإنسانية أو قضايا المرأة والطفل في أي مكان من العالم لعدم وجود حدود زمنية أو مكانية لانتشار الأخبار عبر الفضاء الإلكتروني.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في الوقت الذي يدعم فيه حقوق الطفل وتناول مشكلاته عبر وسائل الإعلام المختلفة، يدعو هذه الوسائل لتقدير المصلحة الفضلى لهؤلاء الأطفال وعدم تعريضهم وذويهم لمخاطر التناول الإعلامي غير المعني بحقوق الطفل ومنظومة حقوق الإنسان حتى لا يتم استغلالهم بشكل سلبي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني