خبر يصف عطلة العيد بـ "اللاشيء" ويخلو من القيمة الخبرية

خبر يصف عطلة العيد بـ "اللاشيء" ويخلو من القيمة الخبرية

  • 2024-08-04
  • 12

1 / 2

خبر يصف عطلة العيد بـ "اللاشيء" ويخلو من القيمة الخبرية

عمّان 25 حزيران (أكيد)- شرين الصّغير- نشرت وسيلة إعلام محليّة مادة بعنوان: "تسعة أيام من اللاشيء .. احذروا الأحد".[1]

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) هذه المادة ليجد أنها تُخلّ بمعايير النشر سندًا لميثاق الشرف الصحفي، ولمنظومة معايير (أكيد) في تقييم المحتوى الخبري.

فقد بدأت المادّة بالحديث عن أيام العطلة التسعة، ووصفتها بأنها "تسعة أيام من اللاشيء"، ووصفت الأيام التي بعدها بأنها مكتظة ومزدحمة. ثم لجأت إلى استخدام مفردات التهويل بقولها: "وويل للأردنيين من يوم الأحد. كثير من مصالح الناس تعطلت، والكل سيهرع إلى اتمام مصالحه. هنا حتى إشارات المرور ستكون أكثر حُمرة".

هذه المادة تفتقد للأساسات المهنية للخبر، وفي مقدمتها القيمة الخبرية، فهي تتحدث عن أيام عطلة ليست بالجديدة على الأردنيّين، فقد سبق وجاءت عطل طويلة حينما تقاطعت مع عطلة عيد الأضحى. كما أن هذه المادة استخدمت لغة التعميم بوضع جميع الأردنيّين في سلّة واحدة، على الرغم من أن عطلة الأيام التسعة لا تشملهم جميعًا.

ولم تكتف هذه المادة، ضمنًا، باعتبار أن كل طقوس الاحتفال بالعيد، وحركة المطاعم والفنادق والسفر والتنزّه والتواصل وحفظ الأمن وغيرها بـ "اللاشيء"، بل واصلت إطلاق الأحكام حين تحدّثت عن أن الأردنيّين فقدوا الاتصال بمن هم خارج الحدود، ثم حين ختمت بعبارة تقول: "إنه شلل تام لكل شيْ، تسعة أيام من اللاشيء يتبعها أيام طويلة من الندم".

الوسيلة الإعلامية نشرت هذه المادة ضمن قسم بعنوان: "آخر الأخبار"، بينما هي أقرب إلى الخواطر الأدبية، ولو نشرتها الوسيلة تحت هذا العنوان أو في قسم المقالات على سبيل المثال، لما وجد (أكيد) حاجة لتسليط الضوء عليها، لأن الخاطرة الأدبية، كما المقال، تعبّر، بالتعريف، عن رأي صاحبها.

2 / 2

فهذا "الخبر" لم يخبر المتلقين بأي شيء مفيد أو لا يعرفونه، ولذلك خلا من المصادر، وتحدّث باسم الأردنيّين جميعًا، دون تفويض من أحد، كما أنه بقي يدور في فلك التعليق، والآراء الشخصية، وهذا بالضبط ما دعا ميثاق الشرف الصّحفي للابتعاد عنه، حين شدّد على وجوب التمييز بين الحقيقة والتعليق، أو بين الرأي والخبر.