عمّان 13 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" (No other land) الذي فاز بجائزة الأوسكار 2025 لأفضل فيلم وثائقي طويل، هو نتاج تعاون بين الصّحفي الفلسطيني باسل عدرا وثلاثة مخرجين آخرين، هم: الصّحفي والناشط الإسرائيلي يوفال أبراهام الذي تشكل صداقته المتنامية والمتوتّرة مع عدرا خيطًا رئيسًا في الفيلم، وحمدان بلال، وهو مزارع ومصوّر فلسطيني، وراشيل سزور، وهي مصوّرة سينمائيّة إسرائيليّة.
صُوّر الفيلم على مدى خمس سنوات (2019-2023)، حيث كان عدرا المقيم في قرية مسافر يطا، يوثّق ويصوّر عمليات هدم المنازل والمدارس والطّرق وآبار المياه، وساعده المخرجون الثلاثة في توثيق عمليات التّهجير القسري والتّطهير العرقي التي شنّها الجيش الإسرائيلي على سكان المنطقة بهدف تحويلها إلى منطقة تدريب للجيش الإسرائيلي.
أثار فوز الفيلم تفاعلات واسعة النّطاق في وسائل الإعلام العالميّة والعربيّة والمحليّة، حيث سلّطت وسائل الإعلام الضّوء على فوز الفيلم، وأشارت إلى أن المخرجيْن استغلّا منصة الأوسكار للدّعوة إلى إنهاء الظلم الواقع على الفلسطينيين. وفي هذا الإطار، أعرب باسل عدرا في كلمته عن أمله في أن تعيش ابنته حياةً أفضل بعيدًا عن العنف والتهجير، بينما أكد يوفال أبراهام على قوّة التّعاون بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين السّاعين للسّلام.
وسائل إعلام اهتمّت بنقل الجدل الحاد الذي تسبّب به الفيلم، فقد دان أنصار إسرائيل الفيلم ووصفوه بأنه معادٍ للسّامية، كما دانه وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار واعتبره تشويهًا لسمعة إسرائيل، ورفضه آخرون، واصفين إيّاه بأنه أحدث سلاح في حملة مستمرة لتشويه مكانة إسرائيل الأخلاقية، ومع كل عنوان كاذب من هذا القبيل ينتهكون حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وهنأوا حماس على فوزها بجائزة الأوسكار!! [1][2][3][4]
في الإعلام العربي، تباينت ردود الأفعال حول الفيلم، ففي حين أشادت أغلبية وسائل الإعلام العربية بفوزه واعتبروه انتصارًا للرواية الفلسطينيّة، أثار التعاون الفني بين المخرجيْن الفلسطيني والإسرائيلي جدلًا حول مفهوم "التّطبيع الفني"، ورفضت بعض الأصوات الفيلم باعتباره دعاية إسرائيلية، ودعت حركات المقاطعة إلى عدم عرض الفيلم في المهرجانات العربية.[5][6]
بشكل عام، نجح الفيلم في إثارة نقاشات واسعة حول دور الفن في تسليط الضّوء على القضايا الإنسانية والسّياسية، وأهمية التّعاون بين الشعوب لتحقيق السلام والعدالة. وبسبب انشغال الإعلام بنقل النّقاشات والجدل، ابتعد عن سبب تسمية الفيلم بهذا الاسم الذي تم اختياره لتأكيد فكرة أن الفلسطينيّين لا يملكون أرضًا أخرى غير وطنهم، فهم مهدّدون بفقدان بيوتهم وقراهم دون أي خيار آخر، وتحدى العنوان الروايات التي يسوّق لها الاحتلال بأنه يوجد "وطن بديل" يمكن للفلسطينيّين الانتقال إليه، مؤكدًا أنهم متجذّرون بأرضهم.
الجدير بالذّكر أن الفيلم من إنتاج فلسطينيّ نرويجيّ مشترك، وعُرض للمرّة الأولى العام الماضي ضمن فعاليات مهرجان برلين في دورته الرابعة والسّبعين، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" في المهرجان بالإضافة إلى "جائزة الجمهور" في برنامج البانوراما لأفضل فيلم وثائقي، وتسبّب فوزه حينها بجدل، وتعرّضت وزيرة الثّقافة الألمانية كلوديا روث لانتقادات بسبب تصفيقها لنجاح الفيلم.[7]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني