ليس صحيحًا أن النجمة الثُّمانية أصبحت رمزًا للأردن، والمنشور الذي ادّعى ذلك زائف (تحقّق)

ليس صحيحًا أن النجمة الثُّمانية أصبحت رمزًا للأردن، والمنشور الذي ادّعى ذلك زائف (تحقّق)

  • 2024-02-07
  • 12

                                                                         تحقّق: محتوى زائف

عمّان 7 شباط (أكيد)– أفنان الماضي

القصة:

نشر حساب أردني على منصة إكس صورة لنجمة ثُمانية علّق عليها بقوله:
"
النجمة الأردنية الثُمانية، وهي الآن تعتبر رمزًا أردنيًا، عمرها لا يقل عن 6-7 آلاف سنة وتعود لحضارة الغسوليّين في الأردن". وقد حقّق المنشور عدد مشاهدات فاق 15 ألف مشاهدة، وجرى مشاركته بأعداد كبيرة. وأيّدت حسابات أخرى المعلومات الواردة في المنشور، داعية بقية الحسابات لاستخدام رمز النّجمة الثُمانية () إلى جوار أسماء الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

التحقق:   

توقّف مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)  أمام الادّعاء بإن النّجمة تعتبر الآن رمزًا أردنيًا، لأن أمرًا كهذا لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام دون أن يكون قد جرى التحضير له رسميًا على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن تقاليد التّحقق تستلزم البحث عن أصل هذه النجمة، والتّأكد مما إذا كانت هناك معلومات قابلة للتأويل في هذه الاتّجاه.

وبالعودة  إلى موقع وزارة الثقافة الأردنية الإلكتروني، تبيّن لمرصد (أكيد) أن التّعريف بالنّجمة السّباعية المستخدم على العلم الأردني ما زال قائمًا، ويشير إلى مرجعية فاتحة القرآن الكريم (السبع المثاني، وهي سورة الفاتحة المكوّنة من سبع آيات).[1]

وكما هو متوقّع، فبعودة (أكيد)  إلى عدد من المواقع الرسمية لم يعثر على أي إشارة لاتّخاذ النّجمة الثُمانية رمزًا للأردن، كما لم تتواجد النّجمة الثُمانية ضمن قائمة الرموز في الأردن ولا ضمن شعاره. [2] [3]

وتجدر الإشارة إلى أن النّجمة الثّمانية المقصودة تعود لمعتقدات وثنيّة سابقة ظهرت في الحقبة الكنعانيّة والغسوليّة، حيث ترمز لما يُسمى بآلهة الخصوبة والأرض عشتار، بحسب ما ورد في مجلة أفكار الصادرة عن وزارة الثقافة، حيث ذكر الدكتور عبدالله عبيدات، أستاذ الفنون الجميلة في جامعة اليرموك، في العدد الصادر في تشرين الأول 2021، وفي مقالة بعنوان "الرمز والميثولوجيا في الموروث التشكيلي في الأردن"، أن النّجمة الثُمانية وأحيانًا السّداسية كانت ترمز لعشتار، وهي ذاتها التي عُرفت لدى العرب قبل الإسلام بالعزى والزهرة، وقد وجدت رسمة النّجمة الثُمانية في منطقة تليلات الغسول شمال البحر الميت، كممارسة فنيّة مقترنة بالمعتقدات لدى الغسوليّين، حول عشتار ومصيرها، ويشير اللون الأحمر للحياة واللون الأسود للموت. [4]