عمّان 24 كانون أول (أكيد)- لقاء حمالس- بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، نُشر الكثير من الجرائم التي نقلها معتقلون داخل سجون النّظام وبخاصة "سجن صيدنايا"، وكذلك أشكال التعذيب الذي تعرّض له السجناء خلال تلك الفترة.
يقع سجن صيدنايا العسكري بالقرب من بلدة صيدنايا، ويبعد حوالي 30 كيلو مترًا عن العاصمة دمشق، وكان يُحتجز فيه السجناء من المعارضين للنظام، وسياسيّين، ومدنيّين كذلك، حتى أنه سُمّي بـ "المسلخ البشري"، لاستخدام السّجانين فيه مختلف أساليب التعذيب التي لا يصعب تخيّلها أو توقّعها.[1]
نشرت وسائل إعلام متعدّدة محلية وخارجية مقابلات مع السّجناء نقلًا عن وسائل إعلامية أخرى تحدّثوا إليها عن تجاربهم والتّعذيب الذي تعرضوا لها خلال فترة سجنهم، ونقلتها الوسائل على مواقعها وصفحاتها المتعدّدة.
تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) هذه الصفحات والمواقع وما نشر من خلالها، ولاحظ وجود العديد من المخالفات المهنية والأخلاقية، على الرغم من أنّ الهدف من نشرها هو تبيان حجم المعاناة والظلم الذي تسبّبت به قوات النظام السُوري. ويتحفظ (أكيد) هنا على نشر روابط المقابلات المرصودة حتى لا يسهم في إعادة نشر المخالفات التي تضمنتها، والتي تمثّل أبرزها بالنقاط التالية:
أولًا: حاولت وسائل الإعلام والمواقع الاخبارية نشر روايات وشهادات السّجناء فور خروجهم من السّجن أولًا بأول وبصورة مباشرة، لإيصال صور العذاب والظلم والحرمان داخله إلى الرأي العام، لكنها لم تراع الحالة النفسية لهؤلاء السجناء والعذاب الذي عاشوه خلال فترة سجنهم، ما كان يتطلب من الإعلام عدم اظهارهم في حالة العجز والحرمان وفقدان الوعي والصدمة احترامًا لكرامتهم الإنسانية.
ثانيًا: الفيديوهات التي نشرت كانت تظهر مشاهد قاسية بداخلها، بالاضافة إلى سرد تفاصيل تنطوي على عنف شديد خصوصًا تلك المتعلقة بعمليات التعذيب والاعتداء، ولم يسبقها أي تحذير مسبق لوجودها لأن هذه المقاطع تحتوي على صور بشعة سوف تنقل الأثر السلبي لمشاعر الجمهور المتلقي، وهذا يخالف ميثاق الشرف الصحفي، برغم من أن الهدف منها يكون غالبًا نقل الخبر من خلال قصص إخبارية تحوي تفاصيل وافية عن المشهد.
ثالثًا: من المحتمل أن يشاهد الأطفال الصّغار هذه المقاطع الدموية، ما يؤثر على نفسياتهم لأنها تحتوي جميعًا على صور للدماء، وهذه الصور تٌخالف القواعد الأخلاقية للنشر لأنها تنقل الأذى للمشاهد، ومع تكرار عرض هذه المقاطع التي تحمل جميعها مشاهد عنف ودماء، وتبرز أدوات التعذيب المستخدمه، وحبال المشنقة، فإنها تجعل المتلقي معتادًا على رؤيتها.
ومما لا شك فيه أن دور الإعلام مهم جدًا في نقل الحيثيات للعالم أجمع لإيصال صوت من كان لا صوت لهم ومن أُجبروا على الصمت لسنوات طوال، ولكن لا بد من مراعاة كيفية تغطية هذه القضايا وهؤلاء الناس الذين تعرضوا لأبشع أنواع العنف بكافة أشكاله، وعرض قصصهم في ما بعد بأسلوب قصصي يراعي المعايير المهنية والأخلاقية في التغطيات الخاصة بهذه الفئات تحديدًا.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني